ملعب أبها.. الدخول إلكتروني.. بوابة جديدة.. وتوسعة المواقف قبل كأس سلمان سيدة الضباب.. تترقب الأحباب
“ممنوع الاقتراب أو التصوير”، شعارٌ ترفعُه المنشأةُ البالغة من العمر 39 عامًا في وقتٍ يعلو خلفَ أسوارِها ضجيجٌ تصيح به الآلات والمعدّات، كاشفًا عن استعداداتٍ متواصلةٍ لوضع اللمسات الأخيرة على الحُلّة التي سيرتديها الملعب الرئيس أواخر الشهر الجاري ترحيبًا بضيوفه في كأس الملك سلمان للأندية العربية لكرة القدم. إنها مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية في أبها، الملقّبة بـ “سيّدة الضباب”. وما إن اقتربت البطولة وتهامَس أهل أبها حول الترحيب ببعثات الفرق العربية، حتى هبّت مدينتهم من مخدَعها تتزيّن لاستقبال ضيوفها، فلم تتوقّف أمطارُها عن الهطول مُرطِّبًة وجهَها النضر الذي زاده البلل سحرًا وجاذبيًة يتكاملان مع مشهد المياه وهي تزحف بين وديانها الخصيبة المحصورة بين جبالها الشامخة، مُشكِّلًة شلّالات تُصدِر خريرًا منغومًا كأنه عرض موسيقي حي تطرب له الأذان، وتتمايل على هوائه العليل أوراق العنب وثمار الخوخ والتين في حقول المدينة وبساتينها.
وليست الاستضافات ذات الطابع الإقليمي أو الدولي جديدةً على مدينة الأمير سلطان، التي افتُتِحَت عام 1984، فقد استضافت بين عامي 1996 و2004 النسخ الثماني لبطولة الصداقة الدولية التجريبية لكرة القدم وبين 2008 و2010 النسخ الثلاث لبطولة النخبة الدولية التجريبية، وكانت مسرحًا قبل عام واحد لبطولة كأس العرب للمنتخبات تحت 20 عامًا. ورغم سياج السِريّة، رصدت “الرياضية” طبيعة التطوير الجاري داخل المدينة الرياضية، تحت إشراف وزارة الرياضة.
ويجري تركيب بوابات دخول إلكترونية، عند المدخل الرئيس للجماهير، للمرة الأولى في تاريخ المنشأة، وتوسعة المواقف الداخلية للسيارات، فيما استُحدِثَت بوابة دخول من الجهة الشرقية للملعب.
وأزالت أعمال التطوير منطقة “الأهالي”، التي كانت مخصّصةً لاستقبال الفعاليات والمناسبات، وخُصِّصَت مساحتُها للسيارات، ما زاد من الطاقة الاستيعابية للمواقف. وتعكُف فرق العمل على تحسين كفاءة المرافق إجمالًا وإضفاء لمسات أخيرة عليها، بما في ذلك منصّة الملعب، التي تضمّ 58 مقعدًا وغرفتين للاستراحة والضيافة.
20 ألف متفرج
تتربّع مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية على مساحة 242 ألفًا و750 مترًا مربعًا، شمال شرقي مدينة أبها، وعلى بُعد 16 كيلو مترًا عن قلب المدينة، و19 كيلو مترًا من مدينة خميس مشيط.
وتُطلَق على المدينة تسمية “المحالة”، نسبةً إلى اسم الطريق الذي تقع عليه.
ويعود إنشاؤها إلى 1984، قبل نحو 39 عامًا، لخدمة أندية منطقة عسير والنشاط الرياضي فيها.
ومنذ 2019، يستضيف ملعب كرة القدم الرئيس في المدينة، الذي يفترشُه العشب الطبيعي، مباريات فريقي أبها وضمك أمام ضيوفهما ضمن دوري روشن السعودي. وعلاوةً على الملعب، الذي يستوعب 20 ألف متفرج، تضمّ المنشأةُ مبنى إداريًا، وبيتًا للشباب، وصالة ألعاب رياضية مغطّاة، ومسبحًا، ومسجدًا، وثلاثة ملاعب رديفة.
الحصن والمدرجات.. هوية المنطقة
يتزيّن ملعب مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية ببرجٍ طيني، على يسار مقاعد المنصّة، يعكس هوية منطقة عسير. ويُسمّى هذا البرج بـ “الحصن”، ويقع داخل المنشأة خلف الملعب مباشرةً. والهدف منه، كما يقول لـ “الرياضية” مصدرٌ خاص في المدينة، إبراز تراث المنطقة. ويتربّع الحصن فوق مرتفعٍ صخري متدرّج، رُوعِي في تنسيقه وتجميله استنساخ شكل مدرجات الجبال الشهيرة في عسير.
5 نجوم في انتظار الوداد
ينتظر فندق “سيتادينز”، المنتمي إلى فئة النجوم الخمسة، بعثة فريق الوداد المغربي، المشاركة في كأس الملك سلمان للأندية العربية.
ويشتمل “سيتادينز”، القريب من مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية، على 81 جناحًا و59 غرفة.
وأوضح لـ “الرياضية” أحدُ المسؤولين فيه، أمس، أنهم ينتظرون تسلُّم التعميد الرسمي من منظّمي البطولة بعدما وصل إليهم بالفعل خطابٌ يفيد باختيار الفندق، بصفةٍ مبدئيةٍ، مقرًا لبعثة الوداد. ومن بين مرافق الفندق، المؤلّف من عشرة طوابق، مسبحٌ، ونادٍ صحي، وحديقةٌ خارجيةٌ، وغرفةٌ للقراءة.
وخلال فترة الصيف، يصل متوسط سعر الغرفة العادية إلى 1219 ريالًا لليلة، والجناح إلى 1357 ريالًا لليلة. وتتميّز خمسةٌ من أجنحة الفندق بوجود شُرُفاتٍ فيها. وتنقسم الأجنحة الـ 81 إلى 30 بغرفة مزدوجة وصالة و51 بغرفة وصالة.
أرض الخيال.. حديقة الجمهور
تُشكِّل حديقة “أرض الخيال” محطّة توقفٍ للجمهور المتردّد على مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية لمشاهدة مباريات كرة القدم.
تَبعُد الحديقة نحو 5 دقائق، بالسيّارة، عن الملعب.
وأبلغ “الرياضية” متعب أحمد، أحد العاملين فيها، أنها تمتلئ بالجماهير قبل نحو ساعتين من انطلاق أي مباراة.
وقال “يأتي المشجعون إلى هنا، يفترشون المسطحات الخضراء، يشربون الشاي والقهوة، ثم ينطلقون صوب المدرجات”.
ووفقًا له، يُفضِّل بعض جمهور المباريات القدوم مبكّرًا إلى المنطقة، وقضاء بعض الوقت داخل الحديقة، ثم التوجّه إلى المدينة الرياضية، لتجنّب أي زحامٍ مروري على طرقٍ أخرى قد يُؤخِّر وصولهم إلى الملعب.
والدخول إلى “أرض الخيال”، المصنّفةُ مرفقًا بلديًا، مجانيّ، لكن استخدام المواقف الداخلية يستلزم دفع 5 ريالات للسيّارة عن الساعة الواحدة.
وقبل شهر تقريبًا، افتُتِح سوقٌ في الحديقة للملابس والإكسسوارات والمنتجات النسائية. وعلى بُعد خطواتٍ منه، تتمركز مشاريع شبابية، مُصرّحٌ لها بالدخول، تتخصّص في بيع المواد الغذائية والمشروبات والحَلى.
«الميفا» في الهواء الطلق
تَخبِز زهراء محمد، بائعة المأكولات الخفيفة، خبز “الميفا” الجنوبي الشهير تحت الهواء الطلق في المنطقة المحيطة بمدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية، لكنها تُعلِّق نشاط بسطتِها في أوقات المباريات، على عكس باعةٍ آخرينٍ يَعدّون المناسبات الرياضية، وما تجلبه من جمهورٍ، مصدرًا للزرق.
تقف زهراء، السعودية التي تجاوز عمرها 30 عامًا، ببسطتها مقابِل أحد مداخل المدينة الرياضية.
وتبيع الشوربة والسمبوسة وأصنافًا أخرى من المأكولات الخفيفة الساخنة. كما تُعدّ الشاي والقهوة وغيرهما من المشروبات، وتخبِز “الميفا” مستعينةً بفرنٍ بسيط وأنبوبة غاز.
وتقول لـ “الرياضية” زهراء: “أقف هنا طوال العام تقريبًا، لكن في أيام المباريات أبقى في المنزل”، موضحةً: “كثيرون يرَون التوافد الجماهيري فرصة مضمونة للترزّق، لكن أنا على العكس أُفضِّل تجنّب الزحام”.
القحطاني يخفّض الأسعار
يُعوِّل عبد العزيز القحطاني، مالكُ مقهى في مدينة أبها، على خصمٍ بواقع الثُلث تقريبًا لاستقطاب الزبائن من محبّي كرة القدم خلال فترة كأس الملك سلمان للأندية العربية.
وقال لـ “الرياضية” القحطاني: “بعض محبّي الكرة لا يذهبون إلى الملعب ويحبذّون المتابعة في المقاهي.. لذلك قررت خفض الأسعار، بنسبة 30 في المئة على المشروبات والأرجيلة، خلال أيام البطولة، للزبون الذي يأتي من أجل مشاهدة المباريات”.
وأشار صاحب المقهى، القريب من ملعب “المحالة”، إلى إعداده شاشة عملاقة لعرض المباريات مدعومةً بجهاز “بروجكتور”.
طريق «المطاعم» يستهدف المشجعين
تتناثر مطاعمُ، أغلبُها افتُتِح حديثًا، على جانبي طريق المحالة المؤدي إلى مدينة الأمير سلطان بن عبد العزيز الرياضية.
وطبقًا لعبد الرحمن محمد، الذي يعمل في مطعمٍ للدجاج المقلي، انتعشت هذه المنطقة خلال الأعوام الأخيرة بفضلِ قُربها من المدينة الرياضية.ومن خلف ماكينة “الكاشير”، قال لـ “الرياضية” عبد الرحمن: “كل هذه المطاعم تستهدف شريحة مشجعي كرة القدم، إدراكًا منها لإقبالهم الكثيف على الوجبات السريعة، بالذات البروستد والبرجر”.
وبينما كان يغمُر البطاطس بزيتٍ شديد الحرارة، أكد عاملٌ في المطعم ذاته تحسُّن المبيعات في أوقات البطولات الرياضية والمباريات. وتقع بعض مطاعم طريق “المحالة” داخل مجمّعاتٍ مصمّمةٍ بنظام “البلازا”، والبعض الآخر تحت مبانٍ.