صمت الاتحاد وبنزيما
إذا كان دوري روشن استقطب العديد من اللاعبين المميزين، وأصبح محط أنظار العالم، فإن ذلك لا يجعلنا نغفل عن بعض الأمور لمعالجتها وضمان عدم تكرارها، حيث خرج من الدوري اللاعب الاتفاقي الإنجليزي هندرسون، فيما ما زال الفرنسي كريم بنزيما خارج قائمة فريقه الاتحاد رغم إقامة الفريق لمعسكره الخارجي في دولة الإمارات.
قد يقول قائل إن الانتقالات في الفترة الصيفية والشتوية أمر بديهي بين اللاعبين ولا ضير من ذلك، وهنا نتفق إذا كانت الأمور تسير في مجراها الطبيعي للانتقالات لكن بقاء بنزيما خارج قائمة الاتحاد والأحاديث المتداولة حول عدم ارتياحه في الفريق تتطلب التدخل، فاللاعب يحمل اسمًا كبيرًا ومعرفة غيابه وعلاج ذلك سريعًا يتطلب تدخلًا لمعالجته وضمان عدم تكراره، خاصة إذا كانت المشكلة داخل النادي، وبالمقابل فإن خروج هندرسون قد يكون أقل وطأة من غياب بنزيما في ظل البيان الاتفاقي بإنهاء علاقة الطرفين بشكل ودي، وخروج اللاعب للصحافة بحديث تناول فيه تجربته القصيرة والتي وصفها بالمميزة مع عائلته، وإنه رحل بشروط مرضية للجميع، والطرفان كانا في حالة رضا.
حالة بنزيما قد تكون حالة مشابهة لكن يشوبها غموض، سواء من الإدارة أو برنامج الاستقطاب أو اللاعب نفسه، فهل اللاعب غير راض عن الوجود مع الفريق أو لديه شروط مسبقة لم تنفذ، أو أنه لقي عدم تعاون من اللاعبين، كل تلك الأمور تتردد بين الإعلام والإدارة الاتحادية صامتة!.
المشروع السعودي لاستقطاب النجوم لدوري روشن يسير بنجاح، لكن مثل هذه الحالات حتى وإن كانت قليلة، إلا أنه يفترض حسمها ومعالجتها في وقت قصير، حتى لا تثار بطريقة غير إيجابية ويلتقطها الإعلام الخارجي بطريقة سلبية كما حاول مع لاعب الاتفاق هندرسون في مؤتمره الصحفي، لكنه لقي إجابات من اللاعب بالثناء على المملكة ومشروعها.
أخيرًا من الطبيعي أن يخرج لاعب وأكثر من دوري روشن لظروف مختلفة لكن الأهم تعاملها بمثل ما يجده بالقائد رونالدو الذي يخرج بين فترة وأخرى بأحاديث إشادة للدوري السعودي والعيش في المملكة وارتياحه في ناديه.