كلام في الفن
* بالأمس، شاهدت فيلم the pianest. العمل من إنتاج 2002، وهذه المرة الثالثة التي أكرِّر مشاهدته، ولن أتردَّد في مشاهدته مراتٍ أخرى. سبق وفعلت ذلك مع أفلام العراب، والكيف، وجري الوحوش، وحتى المسلسلات الكرتونية مثل سندباد، وتوم وجيري، إذ لا يمرُّ عامٌ دون أن أمرَّ عليها. لا أعتقد أنني تعلَّمت احترام العمل أكثر مما علَّمتني إياه جودة الأعمال السينمائية، وأن عملًا إبداعيًّا واحدًا، يساوي عشرات الأعمال التي تمرُّ دون تأثيرٍ. يأسرني الفيلم الذي يُدخلك في أعماقه، ويعزلك بعيدًا عن عالمك، لأنك أصبحت في عالمه. والواقع أن صناعة أي عملٍ مرئي استثنائي، ليست بالأمر السهل. يكفي أنها تحتاج إلى مجموعة مبدعين في وقتٍ وعملٍ واحدٍ. اليوم، أستطيع تفسير تعلُّقنا بوصفنا أطفالًا وكبارًا بمسلسل كرتوني مثل توم وجيري، إذ يكفي معرفة الجهد المبذول، وأسماء الرسَّامين والمخرجين وكُتَّاب السيناريو، وحتى الموسيقى التصويرية التي كانت من إنتاج أوركسترا موسيقيةٍ، تتألَّف من عشرات العازفين، لتتعلَّق به. سلسلة توم وجيري، حققت سبع جوائز أوسكار في عشرة أعوامٍ، وحصلت على حب الأجيال، وهو الأهم.
* البودكاست حاليًّا، هو الأكثر نشاطًا في الوطن العربي، وفي كل يومٍ، تُقدَّم عشرات الحلقات الجديدة، وربما المئات. لاحظت أن البودكاست يشبه أوضاع البلد الذي يُقدَّم فيه، مثلًا في لبنان والعراق، تجد أغلب موضوعات البودكاست سياسيةً، أمَّا في مصر، فتكون فنيةً واجتماعيةً، وفي الخليج، تتطرَّق إلى أعمال وقصص نجاح الشركات. البودكاست هو «ترند» المرحلة، وأعتقد أن بعضه الناجح، هو النبتة الأولى لمشروعاتٍ إعلاميةٍ، ستصبح كبيرةً.
* عندما أنشأت حسابًا على تيك توك للمرة الأولى، قمت بإزالته في اليوم التالي، وأطلقت حكمًا سريعًا بأنه لا يناسبني! كان ذلك قبل عامين. الآن أرى مقاطعَ فيديو كثيرةً، وبشكلٍ يومي مصدرها تيك توك، وفهمت أن الآلاف يقدمون بثًّا يوميًّا من خلاله، ثم علمت أنه أصبح منصَّةً تجاريةً لبيع وشراء المنتجات. التطبيقات العالمية الناجحة لا تقبل القسمة، إما أن تكون ضمنها، أو تجد نفسك خارج الواقع.