حرب الذكاء الاصطناعي
حرب محركات الذكاء الاصطناعي كانت مشتعلة بين أكثر من محرك أمريكي، استثمارات بالمليارات، أسهم المستثمرين تزداد ولا تتراجع، وملّاك الأسهم الكبار في محركات الذكاء ضمن الأكثر ثراءً في العالم. في الحروب العسكرية لا تخف من العدو الظاهر، بل من العدو الخفي، العدو الذي لا تعرف كيف تواجهه لأنك لا تراه. في الاستثمارات التقنية الأمر كذلك، لا تخشَ منافسة من هو ظاهر، الخوف من المجهول الذي إذا ظهر غيّر اللعبة كلها. في الصين أُطلق محرك الدردشة المجاني التابع لشركة «ديب سيك»، ظهور مفاجئ قيل حسب ديب سيك إنه لم يكلفهم سوى 5.6 مليون دولار!، ويظهر أن الناس كانوا بانتظار محرك مجاني يأتي من مكان آخر، لأن عدد التنزيلات تصدر عدد مرات التنزيل في جميع أنحاء العالم. تراجعت ثروات من ارتبطت ثرواتهم بالذكاء الاصطناعي الأمريكي أكثر من 100 مليار دولار، وفقد مؤشر ناسداك الأمريكي 3.1%. أتذّكر ما قاله مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لـ «ميتا»، كان يتحدث في بودكاست عن تأخر «أبل» في إصدار أية منتجات جديدة غير التي قدمها ستيف جوبز، ثم قال إنه سيضخ ما بين 60 إلى 65 مليار دولار هذا العام على الذكاء الاصطناعي، لم يكن مارك يعلم أنه هو أيضًا لم يقدم شيئًا في الذكاء الاصطناعي الذي يصنعه ليبقيه بعيدًا عن المنافسة، أو ما يجعله بعيدًا عن المجهول القادم. ما فعلته «ديب سيك» ليس في تقديمها محرك دردشة قادر على المنافسة أو التفوق، بل في التكلفة البسيطة لتصنيع المحرك، ففي الوقت الذي استثمرت فيه الشركات الأمريكية مئات المليارات على محركات الذكاء الاصطناعي، قدمت الشركة الصينية محركها بتكلفة لا تذكر في عالم الأرقام. تكلفة تجعل المنافسة شبه مستحيلة. الصين ليست متفوقة على الولايات المتحدة في الابتكارات التقنية العالمية، لكنها سرعان ما تعيد الإنتاج الأمريكي بكفاءة وتكلفة أقل على المستهلك. لا أحد يعلم من سيبقى ومن سيخرج في حرب محركات الذكاء الاصطناعي، لكن وحسب السنوات الماضية فإن الصين إذا دخلت في سوق معين فإنها لا تدخل لتخرج!.