2025-02-10 | 21:45 مقالات

كلام في الإعلام

مشاركة الخبر      

لم يرتبط وجود وتطور وسائل الإعلام بالأفراد والمؤسسات، بل بالتقنية والصناعة. صُنعت المطبعة فبدأ زمن النشر، ثم صُنع الراديو وبدأ زمن الصوت، ثم الصورة. كان الصوت معجزة ذاك الزمن، كيف يخرج صوت بشري من صندوق؟ ثم زاد الإعجاز عندما ظن بعض البسطاء آنذاك أن المذيعين التلفزيونيين يعيشون داخل الشاشة وضمن الصندوق العجيب. الآن زمن جديد ربما لن يبقى طويلاً لأن التقنية متسارعة بصورة يصعب استقرارها، وإذا ما أردنا معرفة الشكل الإعلامي لما بعد السوشل ميديا علينا متابعة التقنية ومعرفة اتجاهاتها. أعتقد أن الفاعل في شكل الإعلام المستقبلي هو الذكاء الاصطناعي، قد يبتكر وسائل جديدة لم تكن في الحسبان مثلما لم نحسب حساب السوشل ميديا، ربما سيقوم بإطلاق بث مرئي وصوتي مستمر ومتكامل، مملوك لأفراد ومؤسسات، وإذا لم نتقبل فعليًا وجود إعلاميين اصطناعيين فالجيل القادم سيكون متقبلاً، لاشك أن الإعلاميين الاصطناعيين سيتطورون مع الوقت من ناحية الشكل والأداء، سنشاهد إعلاميين اصطناعيين يصعب تفريقهم عن البشر. قد يكون سبب تخميني أن الذكاء الاصطناعي هو من سيأسس شكل الإعلام القادم لأن بوادر ذلك بدت واضحة للمهتمين، هناك آلاف من المحتوى القصير على السوشل ميديا من صناعة الذكاء الاصطناعي، وموسيقى وأصوات غنائية اصطناعية، شاهدت عشرات الحسابات على السوشل ميديا استعانت بالذكاء الاصطناعي في كل شيء من صورة وفيديو وتعليق صوتي. في بداية عام 2003 قال أحد الزملاء بزهو وثقة: لقد ختمت الإعلام.. من كتابة وإذاعة وتلفزيون! لم يعجبني ما قاله وإن كان متميزًا في عمله حينها، شعرت بمحدودية تفكيره كونه يجهل المستويات المتقدمة في دول كثيرة من العالم، كان هو وأنا وكل من كان في ذلك اللقاء، كنا نجهل أننا مقبلون على إعلام جديد سيغير ما هو متعارف عليه، للدرجة التي سيصبح فيها المعروف وسائل إعلام تقليدية.