آسيا صعبة
كنت متفائلًا جدًا بوصول ناديين سعوديين لنهائي دوري أبطال آسيا، ولكن مع المستويات التي قدمتها الأندية الثلاثة في الجولة الأخيرة بدأ التفاؤل يتحول إلى قلق بأن الفرق الثلاثة قد لا تصل للنهائي رغم إقامة المباريات في المملكة.
الكؤوس تُحقق بالدفاع والقدرة على المحافظة على الشباك، ولكن سهولة تلقي الأهداف أصبح سمة للفرق الثلاثة، وهذا مؤشر خطير لأن المنافسين الآسيويين منضبطون جدًا.
تلقى الهلال هدفين في مباراته الأخيرة بشكل غير مقبول لفريق ينافس على أعلى مستويات القارة، هدف من كرة ثابتة، وهدف من تسديدة من خارج المنطقة لا تسجل إلا في دفاع ضعيف، وهو امتداد للمشاكل الدفاعية منذ بداية الموسم، لا أتذكر موسمًا تلقى فيه الهلال هذا العدد من الأهداف.
تخيلوا أن الهلال تلقى 46 هدفًا هذا الموسم، وهو رقم تاريخي، رغم أن الموسم لم ينتهِ بعد، النصر أيضًا يشارك الهلال في المشاكل الدفاعية حيث تلقى 45 هدفًا، أما الأهلي فأفضل حالًا من ثنائي العاصمة ولكنه أيضًا تلقى 40 هدفًا لا يتلقاها من يطمح في الفوز بثلاث مباريات متتالية، والحصول على كأس آسيا للنخبة.
أعود للنقطة الأساسية التي بدأت بها المقال، فالدفاع يهدي الكأس، والهجوم يعطي الدوري، وإذا أخذت هذا المؤشر منفردًا فإني أجد حظوظ الأهلي أكبر من الهلال والنصر.
هناك مؤشرات أخرى تصب في مصلحة الهلال مثل الخبرة والشخصية والتي قد تظهر في البطولة فتحسم كل شيء وتعطي الهلال لقبًا جديدًا، النصر أيضًا لديه نجوم قادرون على خطف اللقب.
سبب خسارة الهلال والنصر للنسخة الماضية أن الفريقين ذهبا لآسيا بعقلية محلية، فالمحفزات المحلية مختلفة ولا يمكن إسقاطها على آسيا، فالتنافس الشرس في الدوري السعودي يعطي حافزًا أكبر للاعبين والمدربين لتقديم أقصى ما يمكن تقديمه محليًا، ولكن في آسيا تختفي تلك المحفزات لأن المنافس بذاته غير مهم ولا يوجد تاريخ طويل من المنافسة تجعل الفريق يتغلب على مشاكله من أجل عدم الخسارة من منافس تقليدي، فيوكوهاما مثل غوانجو مثل بوريرام، لا فرق بينهم فالمحفز الوحيد هو الكأس.
أتمنى التوفيق للأندية السعودية، وأتمنى أن نشاهد نهائيًا سعوديًا - سعوديًا.