2025-04-24 | 22:32 مقالات

جولة سوشال ميديا

مشاركة الخبر      

* مقال اليوم نتاج جولة عبر السوشال ميديا. واعترف لو أني خصصت الوقت وأنا أشاهد شاشة الهاتف في القراءة، أو الاستماع للمفكرين والأدباء، لأصبحت أفضل. لكني مثل الأكثرية من المتورطين بمشاهدة الفيديوهات القصيرة التي لا تسمن، حتى تلك المجتزأة من فيديوهات معتبرة لا تفيد بمعنى الفائدة، الأمر أشبه بقراءة صفحة واحدة من كتاب، أو سطر من صفحة، أو الاكتفاء بقراءة العناوين. في السوشال ميديا فائدة للباحثين عنها، ومضيعة للوقت للذين يريدون إضاعة أوقاتهم. اخترت لكم هذه المقاطع التي أعجبتني مما قرأته وشاهدته.
* قال الخليفة المأمون لعمه عبد الله بن الحسين وقد تقدمت به السن: ما بقي من لذائذك يا أبا علي؟ فأجابه: اثنان، الأولى اللعب مع الحفدة والأسباط، والثانية الحديث مع الصم البكم العمي. فقال الخليفة المأمون: عرفنا الأولى فما عن الثانية؟ فأجابه: قراءة الكتب فهي لا تزعجك بصوت، ولا تتجسس عليك بسمع، ولا تتطلع عليك ببصر.
* لا يهم إن كانت بعض الحكايات غير حقيقية، المهم أن تكون ممتعة أولًا، ولا بأس إن كان فيها هدفًا نبيلًا شرط أن يصل بأسلوب فني. الحكاية التالية لا أظنها حقيقية، لكنها جيدة ورسالتها ممتازة «دخل طفل صغير محلاً تجاريًا ودفع لصاحب المحل بعض النقود مقابل السماح له باستخدام الهاتف. فوافق الرجل. أدخل الطفل الرقم وبدأ المكالمة: مرحبًا سيدتي.. هل أنت بحاجة إلى شخص ليعمل عندك؟ قالت السيدة: لا. قال لها: أستطيع أن أجز لك الأعشاب من الحديقة. فقالت السيدة: لدي من يقوم بهذا العمل. فقال لها: أنا أفعله بنص الأجر. فأجابت السيدة بالرفض. فقال لها: سأجعل حديقتك أجمل حديقة في الحي. فرفضت السيدة. فالتفت إليه صاحب المحل وكان قد أعجب بإصراره للحصول على عمل. فقال له: أنا لدي عمل لك هنا في محلي. فقال له الطفل: شكرًا لك يا سيدي.. فأنا أعمل عند السيدة التي كنت أكلمها قبل قليل. فسأله الرجل: ولماذا سألتها عن عمل وأنت تعمل لديها؟ فأجاب الطفل: كنت أريد أن أعلم إن كانت راضية عن عملي، وإن كنت أقوم به على أكمل وجه أم لا؟». انتهت الحكاية، وأظنها من التراث الإنجليزي. بالمناسبة.. كيف عرف صاحب المحل ما دار من حديث بين الطفل والسيدة عبر الهاتف وهو لا يستطيع الاستماع إلى المحادثة؟.
* في أحد الأيام أردت طباعة علبًا للعطور، تعرفت على صاحب مطبعة، بدأ حديثه بالشكوى من قلة الزبائن، وتحدث طويلًا عن خبرته وأمانته في عمل الأفضل للزبائن، وعن طموحه في توسعة عمله. دفعت له الثمن الذي طلبه بعد أن أعطاني موعدًا للتسليم، تأخر في تسليم العلب، وعندما سلمها لي كانت عُلبًا كثيرة العيوب. فلم أعد إليه مجددًا. وارن بافيت قدم عدة نصائح في تطوير الذات، هذه واحدة منها «أفضل شيء يمكنك فعله هو أن تكون متميزًا في أي مهارة، إذا كنت أفضل طبيب في مدينتك، أو أفضل محامٍ، أو الأفضل في أي مجال كان، فإن المهارات التي تملكها لا يمكن لأحد أن يسلبها منك، ولا يمكن أن تفقد قيمتها لكثرة المنافسين، سيأتي شخص ويمنحك شيئًا من إنتاجه، سواء كان قمحًا أو قطنًا أو غيره، وسيقايضك به، مقابل المهارة التي تملكها، ولهذا فإن أفضل استثمار على الإطلاق، هو أي شيء يُسهم في تطوير ذاتك».