|


إبراهيم بكري
كلاسيكو البطولة والهبوط
2019-02-20
دراسة علمية في جامعة ستانفورد الأمريكية عام 2008م، وجدت أن الفرد يفقد أكثر من 50 في المئة من نسبة التفكير المنطقي عندما يتعرض إلى التوتر "النرفزة".
مباراة الكلاسيكو بين الاتحاد والهلال، يعاني فيها اللاعب من ضغوط نفسية كبيرة، وتُعرف هذه الحالة علميًّا بـ: "إدراك الرياضي عدم التوازن بين ما هو مطلوب عمله، وقدرته على إنجاز هذا العمل، مع الأخذ في الاعتبار أن نتيجة هذا العمل تمثِّل أهمية لهذا اللاعب".
التهيئة النفسية للاعب عمل إداري، يشارك فيه الجهاز الفني بنسبة أقل، المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق الأجهزة الإدارية في الأندية لتهيئة اللاعبين نفسيًّا قبل المباراة.
شواهد كثيرة تكشف الخلل الإداري في التهيئة النفسية للاعبين قبل المباريات، على سبيل المثال: نرفزة اللاعبين، وحصولهم على بطاقات، وفقدانهم التركيز أمام المرمى، والأخطاء الفردية في التمرير.
لم تمر في تاريخ كلاسيكو السعودية، في جميع السنوات التي مضت، ظروفٌ تتطابق مع الوضع الراهن من ناحية وجود فوارق فنية كبيرة بين الهلال والاتحاد، لدرجة أن الهلال يغازل البطولة متصدرًا، بينما يغرق الاتحاد في قاع الترتيب ويحبس أنفاسه تفاديًا للهبوط.
اليوم، مدينة الملك عبد الله بن عبد العزيز الرياضية "الجوهرة"، تحتضن كلاسيكو الاتحاد والهلال، في مباراة تشكِّل نقاطها الثلاث منحنى مهمًّا في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين لطرفي الكلاسيكو. فالنمر الجريح الاتحاد يعدُّ الفوز على الهلال حافزًا كبيرًا للاعبين على الهروب من شبح الهبوط، والقيمة المعنوية في هذا الانتصار أكبر من حصد ثلاث نقاط، إذ تعدُّ مباراةَ علاجٍ وزرعٍ للثقة في جسد لاعبي العميد.
الأمر نفسه نجده عند الهلاليين، فهزيمة الاتحاد في ملعبه "الجوهرة"، بحضور جماهيري يتجاوز 60 ألف مشجع، حافزٌ كبيرٌ في مشوار الزعيم في البطولة، ومؤشر مهم، يجسِّد قوة الهلال وتمسُّكه بالصدارة.

لا يبقى إلا أن أقول:
على الورق، الهلال أقرب من الاتحاد للفوز بالمباراة بسبب الفوارق الفنية الكبيرة بين الفريقين في الوقت الراهن.
لكنَّ كرة القدم لا تعترف بالمنطق، فبعد صافرة بداية المباراة قد يحدث أي شيء لم يكن في الحسبان، وما يهمنا كمشجعين أن نشاهد كلاسيكو فخمًا.

قبل أن ينام طفل الـــ "هندول" يسأل:
مَن سيخطف نقاط الكلاسيكو الاتحاد أم الهلال؟!
هنا يتوقف نبض قلمي وألقاك بصـحيفتنا "الرياضية" وأنت كما أنت جميل بروحك وشكرًا لك...