|


د. حافظ المدلج
الكذب الرياضي
2019-05-22
كتبت مع كثيرين عن "التعصب الرياضي" وخطره الممتد خارج حدود الرياضة، حيث يخلق الاحتقان ويسبب الفرقة ويزرع الشقاق في وقت نحتاج فيه للتقارب والتآلف ووحدة الصف، ولكن الكلمات والنداءات ذهبت أدراج الرياح بحجة البحث عن "الإثارة" التي يرى البعض أنها "ملح" الرياضة مع إصراري على أن زيادة "الملح" قد تفسد الطبخة، ولكنني اليوم أكتب عن خطر جديد أكبر من "التعصب" وتمتد آثاره إلى مفاصل مستقبل الوطن وهو "الكذب الرياضي".
قال صلى الله عليه وسلم: "عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يهدي إلى الجنة، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقاً، وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً" متفق عليه، ولذلك أكتب محذراً من خطر "الكذب الرياضي".
حين يمارس بعض رؤساء الأندية الكذب في عدد بطولات النادي، ويظهر الكذب جلياً في تباين أحاديثهم خلال فترة وجيزة من الزمن، فإن في ذلك خطر كبير على مستقبل الوطن، لا أبالغ أبداً لأن الرئيس يعطي الضوء لرموز إعلام النادي بترديد تلك الأكاذيب، ثم يقوم مجلس الجمهور بتمرير الكذب في المدرجات فتحمله الجماهير ويبدأ الخطر الكبير، فإن كانت الغاية تبرر الوسيلة والكذب جائز لزيادة أمجاد النادي للاقتراب من منافسيه أو تجاوزهم، فإن الكذب سيكون وسيلة لتحقيق المصالح الخاصة في العمل بشكل يؤثر على جميع مفاصل القرار في القطاعين العام والخاص، وسيتأثر مستقبل الوطن إذا تمّ التهاون بالمصداقية وحلّ مكانها الكذب الذي يختصر الطريق للوصول لأهداف غير مشروعة بدأت مع "الكذب الرياضي".

تغريدة tweet:
حين وقّع السير اليكس فيرجسون مع "مانشستر يونايتد" عام1986 كان "ليفربول" متربعاً على زعامة الكرة الإنجليزية بـ 18 لقباً للدوري، بينما "اليونايتد" لا يملك سوى 7 ألقاب، وقد أطلق المدرب حينها تصريحه الشهير بأنه جاء لينزل الغريم التقليدي من عرشه، وخلال 27 عاماً من العمل المتواصل حقق أسطورة أساطير التدريب 13 لقباً للدوري ووفى بوعده، لم يكذب المدرب ولا الرئيس ولا الإعلام ويستعجلون النتائج ويزيدون الأرقام ويتلاعبون بعواطف الجماهير لأن المصداقية والنزاهة أهم أخلاقيات الرياضة فلا تهدموها بالكذب الرياضي. وعلى منصات المصداقية نلتقي.