|


طلال الحمود
الستر أولا
2018-04-01

جاءت خسارة المنتخب السعودي أمام نظيره البلجيكي، بمثابة جرس إنذار قبل التوجه بعد نحو شهرين إلى بلاد القياصرة؛ لخوض افتتاح نهائيات كأس العالم أمام روسيا، وأصبح من الضروري الاعتراف بالأخطاء النوعية التي حدثت خلال اللقاء الودي، وعدم قدرة الجهاز الفني على معالجتها، خاصة أنها ناتجة عن ضعف في قدرات اللاعبين الفنية وربما الذهنية، بدليل استسلام بعض المدافعين ومحاولة الابتعاد عن الكرة ما استطاعوا!.



خسر المنتخب السعودي بنتائج كبيرة قبل اللعب في بطولات كأس العالم السابقة، وهذا أمر وارد في فترة التحضيرات، غير أن الأمر هذه المرة يختلف، إذ يدرك الجميع ضعف مستوى كثير من اللاعبين، دون قدرة على ترشيح بدلاء أو طرح طريقة مناسبة للعب أمام عمالقة كرة القدم في العالم.. كانت البداية بالتعاقد مع الأرجنتيني إدجاردو باوزا ومطالبته بالتمثيل المشرف في المونديال؛ ما قاد العجوز باوزا إلى تقديم درء الهزائم على جلب الانتصارات، واللعب بحثًا عن "الستر أولاً"، من خلال إسناد مهام دفاعية لجميع اللاعبين، قبل أن يخسر لاعبو المنتخب بالثلاثة أمام غانا والبرتغال وتذهب ريحهم!



لم يكن منتخب باوزا مقنعًا؛ ما جعل المسؤول عن المنتخب يتخذ قرارًا بتغيير الاستراتيجية، والاستعانة بالمدرب خوان أنطونيو بيتزي، مع رفع سقف الطموحات من التمثيل المشرف إلى بلوغ الأدوار المتقدمة في النهائيات، قبل أن تعيد تجربة بلجيكا سقف الطموحات إلى مستواه الطبيعي، وتبرهن أن "الأخضر" مرشح لهزائم ثقيلة في النهائيات بغياب النظرة الواقعية لمستوى اللاعبين، وعدم قدرة أكثرهم على أداء مهامه في الملعب.



ما زلنا نذكر قرعة التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2018، واستبعاد الشارع الرياضي لاحتمال التأهل إلى المونديال بسبب قوة المنافسين، ولم يكن بلوغ النهائيات ممكنًا لولا تعامل الهولندي فان مارفيك مع المنتخب السعودي بحسب إمكانات لاعبيه، وعدم المبالغة في تقدير قوة الفريق الذي يضم مجموعة شابة تحتاج إلى الانسجام والحماسة لتعويض عناصر النقص الأخرى.



ويبقى تحديد سقف الطموحات للمدرب، ومطالبته بنهج هجومي دون النظر إلى ضعف المجهود الدفاعي. كارثة حقيقية ستظهر نتائجها في ملاعب روسيا، خاصة أن التعاقد مع مدرب صاحب قدرات عالية يكفي للحصول على استشارة من شأنها تحديد طريقة اللعب، وأغلب الظن أن المدرب بيتزي سيهتم بالمجهود الدفاعي حتى لو غادر المنتخب المونديال دون إحراز هدف؛ لأن مشاهد بروكسل الأخيرة لا تبعث على التفاؤل.