|


أحمد الحامد
سراج عمر
2018-02-06

كل عروس في ليلة زواجها تبدو جميلة.. الكثير من المغنين يشبهون العروس التي يعتقد الجمهور أنها حسناء دائمًا، والكثير من الجمهور لا يعلمون أن خلف جمال العروس هناك صنّاع لزينتها وجمالها، أحاديث الحضور في الفرح تدور عن مستوى جمالها، وليس عن مستوى مهارة الصنّاع.



 



من أقدار صناع الأغنية في عالمنا العربي من ملحنين وكتّاب الأغنية، أن معظم الثناء والمجد والمال يذهب للعروس، ولا يأخذ صناع جمالها إلا الفتات، وهذا أمر قد يتجاوزه بعض الصنّاع، ولكن هناك ما لا يستطيعون أن يحيوا من دونه، إنه كالماء والهواء.



تفوز الفرق الكروية وتنتصر الجيوش بالروح المعنوية، والنجاحات والاستمرارية مرتبطة بهذا العملاق الكامن بداخل الإنسان.



من سوء حظ بعض المبدعين، أن روحهم المعنوية مرتبطة دائمًا بالجمهور، والجمهور يشبه المواسم.. متغير وغير مستقر، وينسى سريعًا وطماع، والعقلاء به قليلون.



علاقات الوسط الغنائي تشبه أطباع الجمهور، والجمهور يشبه العصافير التي تغادر الشجرة في الخريف، ناكرة كل الأغصان التي حملتها، متناسية الأوراق التي كانت خضراء، يتركونها وحيدة تقاسي الوحدة والبرد والجحود، وهي تعلم أنهم يومًا ما سيعودون.. وتغفر لهم.



من عبقرية الموسيقار سراج عمر، أنه قدم منجزاته مبكرًا، وكان عطاؤه أكبر من المردود المعنوي الذي حصل عليه، كانت عبقريته الموسيقية منذ شبابه أكبر من أن يكتشفها الحاضرون في الفرح، المعجبون بجمال العروس، كانت عبقريته أحيانًا أكبر من فهم العروس نفسها، هل عرفتم الآن لمَ أحرق سراج عمر مكتبته؟