|


هيا الغامدي
مارفيك "وشروطه".. أو المغامرة "بجديد"!
2017-11-24

بين مطرقة "مارفيك" وسندان البحث عن مدرب جديد، يبقى الوضع معلقًا لدى المنتخب السعودي، والذي تنتظره مشاركة عالمية "مونديالية" بعد أشهر، واستحقاق قاري مهم في الإمارات "كأس آسيا 2019"!

 

كان من الطبيعي والمفيد إقالة باوزا في هذا التوقيت، وكل ما رأيناه منه كان سلبيًّا جدًّا، فلا هوية للمنتخب، ولا روح ولا تكتيك له، بل هي خطط دفاعية "عقيمة" لم ينفذها اللاعبون، وحالة انقلاب فني مفاجئ في صفوف المنتخب، بعد أن تعود مع "مارفيك" على أسلوب اللعب الشامل شل أطرافه، وجعله مكتفًا للخلف بغية الخروج بأقل ما يمكن من الخسائر، باوزا لم ينجح مع منتخب بلاده وهو يملك أفضل العناصر العالمية، ولا مع الإمارات، ومع الأسف تعاقدنا معه بطريقة مستعجلة، وأتساءل.. ما هي محفزات التعاقد معه؟!

 

ولماذا ألغي التعاقد مع مارفيك الذي أعاد كرتنا إلى المونديال بعد سنوات طوال؟! ولو قارنا مساوئ مارفيك بـ "نكبات" باوزا الفنية فلا وجه للمقارنة، صحيح مارفيك مدرب عنيد "رأسه ناشف"، لكننا نستطيع إدراج ذلك تحت بند الشخصية الفنية الكاريزمية، رغم أنه "غير مرن" ولا يقبل التدخل في عمله، ولكني أحترم المدرب الذي يرفض ما يُملى عليه، وفي النهاية هو المعني بالأمر! وأقلها تقبله للنقاش وسماع وجهات النظر من إدارة المنتخب والمسؤولين!

 

ولأنه لا توجد حتى الآن صيغة تفاهم وسطية بين الجانبين "مارفيك" واتحاد القدم، فلا أظن أن إعادته للواجهة من جديد مفيدًا بوصفه خيارًا مطروحًا، خاصة في مسألة تخليه عن بعض القناعات وتشبثه بالعمل عن بعد وبقائه على رأس عمل آخر، وتقنين أضلاع "الريموت كونترول" الذي يعمل معه كمساعدين، رغم أنه "الأقرب ـ الأعلم" ببواطن الأمور فيما يخص "المنتخب ـ والكرة السعودية" وعناصرها، وقد سبق أن أعد "تقريرًا ـ خطة عمل" متكاملة للمونديال، وما أحدثه من استقرار فني في صفوف المنتخب!

 

الأخضر معه كان يملك هوية هجومية ملحوظة، وكان هو الأقوى تهديفيًّا في المجموعة مع اليابان، مارفيك قارئ نهم للخصوم، وكثيرًا ما فاده ذلك في الشوط الثاني من المباريات بالتغييرات الإيجابية وزيادة غلة الأهداف! 

 

إذن.. ما الذي يجعلنا نعيد التفكير فيه الآن؟! وقد انقطعت "شعرة معاوية" بينه وبين الأخضر للوصول إلى حل وسط؟! وهل سيتخلى الاتحاد السعودي عن قناعاته بشأن شروط مارفيك ويتقبلها؟! وهل نحن على استعداد لدفع ضريبة عمل مارفيك مع المنتخب بإشرافه "من بعيد"؟! وهل يتناسب ذلك مع الإعداد لمشاركة مهمة في المونديال؟! وهو زمن يتطلب الحضور والمتابعة والتركيز!

 

وما الذي لدينا من الخيارات لطي صفحة الهولندي والخروج من تحت جلبابه والبحث عن جديد؟! أخرجونا "يرحمكم الله" من أسطوانة "مدرب عالمي" ماذا قدم لنا المدربون العالميون الذين قدموا للإشراف على الأخضر غير الخسائر المادية والمعنوية والانتكاسات في الماضي! 

 

نحتاج إلى خيار "واقعي" يمتلك القدرة على التعامل بالتكتيك المناسب لكل مباراة وقراءة الخصم، مدرب يتفهم كيمياء الكرة السعودية والنسيج الفكري والفني للاعبيها، مدرب يتعامل مع الأمور بمرونة وتقبل، ويطلق أقدام اللاعبين بحرية وثقة!

 

مللنا التسرع والتخبط، فالوقت يمضي كالسيف.. والإعداد يتطلب الكثير، والأسماء المطروحة رغم شهرتها العالمية، إلا أن أغلبها لا يملك الـ cv القوي الذي يؤهلهم لتدريب المنتخبات، فليس شرطًا أن من ينجح مع نادٍ ينجح مع المنتخب، وإلا فإن "دياز" خيار واقعي قريب!.