|


هيا الغامدي
(الاعتذار) لا يمحو الأخطاء المتكررة!
2017-10-27


الاعتذار من صفات النبلاء وأصحاب الشيم والشجاعة والمبادئ والأخلاق، لكن ماذا عن الاعتذار المتكرر أو "المجبور"، وهل نعتد به لمحو أية "خطيئة"، وهل يؤخذ به قانونا وعرفا؟، أقول ذلك بمناسبة اليوم العالمي للاعتذارات، وكم المثالية التي لمسناه من زملاء المهنة بتغريدات أقرب للمثالية بعالم افتراضي "كتويتر"! مع الحملة التي دشنها تركي آل الشيخ رئيس هيئة الرياضة لنبذ التعصب الرياضي بالسعودية، واجتماعه برؤساء الأندية الـ14!
لن أستعرض أية أسماء لمن يثيرون الجدل بوسطنا الرياضي فهم أشهر من علم، وكل من يدرك ما يكتب ويقول ومن يتجاوز الخطوط الحمراء بقصد أو بدون، وأرى أن كل تغريدة مسيئة لا تمثل إلا صاحبها وأخلاقه ومبادئه، لكنها تفتح أبواباً لا تسد من إثارة الفتن والتعصب وإشعال المدرجات بشكل يؤثر على تماسك المجتمع ولحمته الوطنية!
وللأسف أصبح إدمان مبدأ "خالف تعرف" نبراسا للبعض وأسهل طرق نيل الشهرة وزيادة المتابعين ولفت الانتباه بطريق مشحون بعنف النقد وقسوة اللفظ وفجاجة المفردة، والأسلوب الانفعالي السلبي الذي يرضي به فئة من البشر!
أتمنى أن تكون اعتذارات اليوم العالمي نهاية لمواسم بغيضة من التعصب والإساءة والتطاول على الآخرين وإثارة التعصب، وبداية عصر جديد من الالتفاف والوحدة، والنظر لكرة القدم على أنها تجمع ولا تفرق، وتقرب ولا تبعد، فضلا عن المنظار الوطني الأكبر الذي يجب أن تجتمع عنده الخصوم!
ارتقوا وانضجوا يا معشر المتعصبين، فلا الإثارة الصاخبة ولا التعدي على الآخرين أو الانتقاص منهم سيعلي من شأنكم، فنحن في عهد الانفتاح والتنمية الرياضية المستدامة على كافة الاتجاهات، ومثلما توجد المكافأة توجد المحاسبة، والإعلامي الناجح لا يكون مجرد "بوق" لناديه واتباعه، ليجمع من حوله جوقة من شرذمة القوم المتعصبين، فالإعلام منبر سام وجد للثقافة والتنوير لا العكس، ربما تكون مطالبنا من المثالية خيالية بعض الشيء، خاصة مع أصحاب فكر خالف تعرف لأغراض ذاتية/ تجارية...، لكنه مبدأ الضعفاء، ومن يدمنه هو إنسان منبوذ ولا مكان له بين الأسوياء، فيلجأ لتشكيل عالم افتراضي خاص به، مشحون بالمتناقضات ومركبات النقص، ليلفت الانتباه أكثر بالتطاول والإساءة لأفراد أو لكيانات لتحقيق شهرة مزيفة!
أتمنى من هيئة الرياضة أن تكمل مبادراتها بهذا الجانب بالتعاون مع جهات الاختصاص، بسن قوانين أكثر قسوة ملزمة لكل من يحاول زعزعة اللحمة الوطنية بوسطنا الرياضي، ولو كل ناد بدأ بنفسه ومن حوله، لحققنا ولو الحد الأدنى من مكافحة التعصب، ولاقتربنا أكثر من قناعة "المصب الواحد" الذي يلغي الأنانية والتعصب، وينظر لكافة الأمور بمنظار المصلحة الوطنية الكبرى، بأن كل هؤلاء اللاعبين وكل تلك الأندية تنتمي لانتماء واحد بهوية وطنية واحدة وهدف واحد "المنتخب"!
وأتمنى أن تلغى المنابر الإعلامية التي لاتزال تدار بعقول "مشجعين" بعيدا عن المهنية والاحترافية بالعمل، وما أكثر هؤلاء الذين يعملون بالوسط الرياضي باستراتيجية "الضرب من تحت الحزام"، ولو أدرك هؤلاء أن كل كلمة مسؤولية "إثمها" تقع على عاتقهم، خاصة بتأثر الشباب بها سلبا أكثر من إيجابا لمَ نُطقت أو كُتبت، خاصة لمن غلبه هواه وتفوه بحماقات لا مكان لها لا مع شرف الكلمة ولا مع أمانة المهنة.