|


بندر الدوخي
فلسفة الجوع
2010-09-04
طبيب اسمه "كرسكوم" صاح خمسة وأربعين يوماً، وقال عندما سألوه:
ـ صمت لأقنع كثيرين أن أمراضاً كثيرة لا يشفيها إلا الانقطاع عن الطعام لوقت قصير أو طويل بحسب الظروف.
ـ وقال الدكتور أمين جميل في كتابه "علم الصحة" ما ملخصه: الصوم تجويع معدة ولكنه إطعام نفس.. وكما أن الجسد يتقوى بالأطعمة فالروح تتقوى بالصوم.
ـ وفي تفسيره لناموس الراحة الجسمانية بالصوم أن أشهى قابلية للطعام تأتي بعد إمساك عن الطعام.. وضرب مثلاً من الحياة.. فالعامة فهموا أن الأفيد للنبات أن يسقى بعد عطش.. وأن يسعد بعد احتياج.. وأقوى نمو للنبات يكون في ربيع بعد شتاء.
ـ وفي مقدمة كتاب "علم الطب": أن الحيوان إذا عاد للطعام بعد جوع شديد يكون أكثر قوة.. وأكثر مقاومة للأمراض.
ـ ويرى الطب أن الجسد الإنساني إذا صام عن الطعام والشراب يبدأ في استهلاك ما ادخره من دهون ومواد مترسبة على جدران الأوعية الدموية.. وهذه التغذية الذاتية بفعل الصوم تعالج الكثير من أمراض الجسد.
ـ والمأثور عن النبي صلى الله عليه وأن المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء.
ـ وهو منطق عملي وليس فلسفة.. فالسكر وضغط الدم واضطراب الأمعاء والسمنة وما شابه ذلك تحدث غالباً بفعل الإفراط في الأطعمة والأشربة، وعلاجها قبل الأدوية الحمية، والحمية في تقديري صوم طبي لصحة الجسد.
ـ وفي دراسته الميدانية عن أهمية الصوم طبيّاً يقول الدكتور "آلان كوت": إنه ضروري لحيوية الإنسان، وإجازة نفسية وجسمية وعقلية تضاهي إجازة العمل، وتخلص من فائض الجسم الذي يسبب الأمراض أو يشجع عليها.
ـ وفي كتابه "وحي القلم" يقول مصطفى صادق الرافعي عن رمضان: إن هو إلا ثلاثون حبة تؤخذ في كل سنة مرة لتقوية المعدة، وتصفية الدم، وخياطة أنسجة الجسم.
ـ وفي تفسيره لفلسفة الجوع في رمضان يرى أمين الخولي أن الجوع هو حكمة الصوم، ووصف رمضان بأنه موسم رياضي وتدريب عملي وتعبئة عامة لتقوية المسلمين ويقظتهم وإصلاحهم.
ـ ومسك الختام ما ورد في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صوموا تصحوا.
ـ ومسك المسك يتلخص في إحدى عشرة آية من ست سور قرآنية تقدم لنا الصوم تربيةً وتهذيباً وقوةً.
ـ واللهم أني صائم.