|


د.تركي العواد
كبير النصر
2016-05-25

اختار الرحيل.. رحل من تلقاء نفسه لم يجبره احد.. سنفتقده.. لن يفقده جمهور النصر فقط بل نحن سيضربنا الحنين.. جاء قبل سبع سنيين.. جاء لفريق محطم.. جاء لفريق وصل مرحلة اليأس.. دخل في صراع مع الجن والعين والضياع.. وحده رأي الأمل.. رأي ما لم يره احد.. آمن بنفسه فخلق فريقا من عدم.. وبعد غياب طويل حقق الدوري مرتين.. والآن بكل احترام يرحل.. دون مزايدة او صراع يرحل.. ارتفع في عيني أكثر.. وصل السماء.. كم احترم من يحترم نفسه.
انتقدت الامير فيصل كثيرا.. انتقدته عندما تعاقد مع كانيدا اول مرة وثاني مرة.. انتقدت دخوله المتكرر للملعب وضغطه الدائم على الحكام.. تقبل النقد واحترم من يحمل القلم.. لم يسطح النقد والنقاد.. قابلته في قناة العربية بعد مقال ساخن عن النصر.. توقعته يغضب.. توقعته يحقد.. على العكس كان في قمة اللطف والتواضع واللباقة.. لا يتقبل النقد إلا الواثق من نفسه.. فلله دره كم سنفتقده.
لن يعرف جمهور النصر حجم المصيبة الآن.. لن يستوعبوا اليُتم.. سيعرفون عندما يشعرون بالفراغ.. لن يملأ مكانه احد.. لا احد مثل كحيلان.. آخر الرؤساء الملهمين.. بعد شبيه الريح والقادح يرحل.. على الكورة السلام.. يبدو أنه الوقت المناسب لنا أيضا للرحيل.. لا مقام لنا بعد ان رحل المبدعون.. هناك من يأتي ليستفيد وهناك قليل من قليل يضيف للمكان الذي يدخله.. يغير ثقافته.. يلهم من حوله.. فيصل بكل تأكيد واحد منهم.. أولهم.. ربما آخرهم ولن يأتي بعده أحد.
سيضيع النصر عشرين عاما من جديد.. سيبحث عن من ينتشله من وسط الترتيب وكثرة الكراكيب.. لن يجد إلا مزيدا من الضياع.. انصحكم بالصبر.. فصبركم سيطول.. وشبيه فيصل لا يأتي كل عام.. لا يأتي كل عشرين عاما.
سيعاني النصر بعده كثيرا.. سيختلف.. ستنطفئ شمعته.. سيذهب بريقه.. سيذهب ذهبه.. لن يبقى إلا لونه الأصفر وقليلا من الصور.. لا يُنسى ذلك العصر.. عصر "متصدر لا تكلمني".. انسى الناس "النصر بمن حضر".. وكل من غاب وحضر.. ولكن النصر لعصور الظلام عائد.. للفرجة على المنصات من بعيد جاهز.. فجهزوا انفسكم للدموع.. جهزوا أعذارا جديدة غير الحكم والسحر.. عودوا لدور الضحية.. فكبير النصر يهم بالرحيل.