|


وحيد بغدادي
موعد مع.. القمر !!
2016-11-22
مع إشراقة #صباح_الثلاثاء أتذكر ترنيمات شاعر (باتلي) وصديق عزيز يرسلها بحذر(خالد) إلى قلوب تهيم في عالم فوضوي.. تعبّر عن حالة ولّه.. أو ربما لحظة شوق لا تحتمل التأخير.. واليوم الثلاثاء قد يبدأ البعض في إطلاق دلالات الغزل وعبارات طلب القرب من القمر صبيحة الثلاثاء وكل ثلاثاء!!

هي طقوس قد يدمن عليها البعض كل أسبوع.. وقبل أيام كان العالم على (موعد مع القمر) وشهد العالم حدوث ظاهرة فلكية تتمثل في ظهور القمر بدراً أكبر من المعتاد وسمى البعض هذه الظاهرة (القمر الفائق أو القمر العملاق)، حيث حدثت هذه الظاهرة عندما تصادف اكتمال (البدر) مع وقوع القمر في أقرب مسافة من الأرض في الوقت ذاته.. ولم يسبق وأن حدثت هذه الظاهرة منذ سبعين عاماً وذلك في عام 1948 عندما تقاطع عاملان فلكيان باكتمال القمر مع انتصاف الشهر القمري واقترابه إلى أدنى مسافة له من الأرض في مداره البيضاوي حولها، ولذا ظهر كبيراً وساطعاً أكثر من المعتاد بنسبة (14%) وبلغ القمر أدنى مسافة له من الأرض عند الساعة 11,22 بتوقيت جرينتش يوم الإثنين 14 نوفمبر 2016 الماضي وشوهد عملاقاً في كل العالم من أقصى الشرق إلى أدنى بقاع الأرض غرباً.


واليوم قد يكون هناك موعد جديد مع القمر (لدى البعض).. فقد انتهت الجولة التاسعة من منافسات دوري جميل والتي كانت حزينة لأناس دون آخرين خصوصاً عندما حمل (الحظ) حقائبه وغادر عرين العميد (الاتحاد) وتقهقر (النمر) في ليلة حضور (الهلال) وتجلى البدر وفوز (النصر) وكأنها ليلة ذات طابع رومانسي عاصمي عنوانها: "إذا غنـى القمــر".. غنى جمهور الزعيم طرباً بعودة الصدارة كيف لا؟! وأي مـــذاق ذاك (لصدارة) تأتي من المنافس وكأنهم يرددون "لا أدري .. أي حب أنت؟! وأي قمر أنت.. تختفي وراء السحاب.. ثم تفاجئني ساطعاً.. كاللجين على خد البحر.. اسمك هلالي في منتصف الشهر.. ويكتمل بحبي .. فيشــكل البـدر.. فنحن بل كلانا.. نصنع القمـــــر".. فيما عاتب جمهور الاتحاد لاعبيه على التفنن في ضياع الفرص وفقدان الصدارة في مباراة كانت الأقرب للعميد ولسان حالهم: "يلزمني بعض الأدوات.. وبعض الأغراض.. يلزمني قلماً وحبراً.. وبعض البعض.. فبعضك قلمي وقلبي.. وبعضي من بعضك (قلبي)". ويتساءل العاشق عن ليلة متى "ستكون فيها أنت البطل؟! وأرتجي فيك كل الأمل!! لذاك البطل الذي (هزته الأقدار وأردته قتيلاً.. جرحه ينزف بدماء قلب جريح.. ولم يبق إلا الصمت والسكون".. وهل أصبح فجأه: "بلا هوية .. ولا عنوان" فيما بكى البعض: "أيتها الأقدار لما تركتنا.. في حيرة مع الأحزان .. وعلى الشفاه تركت الأسئلة بلا جواب؟! اكتملت الأحزان.. وشيعت أحلامنا.. دعيني أسترد القلب الذي فر من صدري.. دعيني أطفئ نار أشواق أشعلتها بحبك.. واتركيني أمسح من عمري سنين الضياع".


في موسم صعب وطويل وتألق ملفت (للهلال والنصر والأهلي والاتحاد ومن خلفهم الشباب) لمن بعد اليوم سيغني القمر لسنين الحب الضائعة أم لساعات الحيرة والصبر والألم؟!! ولمن سيقول الجمهور: "أيها القمر .. هنيئاً لك (حبيـبي) .. كم صرت كالألماس (غالـــي) في ساعات عمر جميلة وساحات انتظار طويلة.. فأنت الآن كـ(اللؤلؤ) في أصدافي.. كالعنبر والمسك.. وأنت حروف مختبأة في المحارة.. هنيئاً لك (أيها القمر).. فلك عمري ولـك أكثر.. لك حبي.. لك قلبي .. فقلبي طفل لا يعرف الهجاء.. ولايعـــــرف عند الحنين إلا البكاء.. في موسم شاق مليء بالمتناقضات عامر بعبارات التعصب والنقد وتصيد الأخطاء والخوض في الذمم لم أجد بديلاً عن الكتابه (وحيداً) في (موعد .. مع القمر).