|


وحيد بغدادي
ضاقت فلما استحكمت..!
2016-12-29

قد تتوالى المصائب علينا تباعاً.. فلا نكاد نصحو من مصيبة إلا والأخرى قادمة.. وقد لا نرى الفرح والسرور إلا نادراً.. وعندها تصبح الفرحة وكأنها العيد كما قال الشافعي ـ رحمه الله ـ حين تحدث عن قلة السرور وكثرة الغموم: "محن الزمان كثيرةٌ لا تنقضي.. وسرورها يأتيك كالأعياد!"، ولأن المصائب قد لا تأتي فرادى قال في ذلك: "تأتي المكاره حين تأتي جملةً.. وأرى السرور يجيء في الفلتات.. وقد تتكالب المصائب على الإنسان وتتوالى عليه مجتمعة فيفقد معها توازنه بعض الشيء ولكن الإنسان المؤمن مهما تكاثرت عليه الشدائد والمحن نجده واثقاً برحمة ربه عز وجل متوكلاً عليه متيقناً من انفراج الشدة وزوالها حتى في أشد الظروف.. (ولرب نازلةٍ يضيق بها الفتى.. ذرعاً وعند الله منها المخرج.. ضاقت فلما استحكمت حلقاتها.. فرجت وكنت أظنها لا تفرج).

 

 

وقد تغيب الحكمة منا أحياناً ولا نعلم عاقبة الصبر إلا بعد مرور تلك الشدة والابتلاء.. وخير مثال على ذلك قول ابن القيم ـ رحمه الله ـ حين تحدث عن أناس وجدوا في المصائب جمالاً! كما وجدوها في النعم حيث إن كليهما من الله سبحانه وتعالى.. وقال رحمه الله: "وكل ما يصدر عن الله جميل وإذا كنا لا نرى الجمال في المصيبة.. وما أجمل قول الشاعر حين قال: "قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت.. ويبتلي الله بعض القوم بالنعم".. وأجمل من ذلك كله قول الحق سبحانه وتعالى: (فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً) وقوله سبحانه: (وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ).. ولهذا فقد نتعرض للظلم أحياناً ولتسلط البعض أحياناً.. قد نتألم ونشكو قلة حيلتنا وننسى أحياناً أخرى أن للظالم عاقبة ومهما بلغ ظلمه صغيراً كان أو كبيراً فإن (حسبي الله ونعم الوكيل تكفيه).. وتظل هذه المواقف والابتلاءات هي مقدمات لأخبار سعيده قادمة متى ما آمنا بأنها ستفرج من رب العالمين.

 

 

كان هذا فيما يخص حياتنا اليومية ومعيشتنا الإنسانية.. وعودة إلى وسطنا الرياضي فما زالت المصائب والديون تتراكم على الأندية وباتت الضائقه المالية كالزلزال ما تلبث أن تضرب هنا حتى يصل مداها هناك.. فبعد تراكمات الديون على الاتحاد وحرمانه من الآسيوية وقضية سحب النقاط وترجل النمر عن مقعد الصدارة مجبراً بسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم FIFA فإذا بالشباب يستلم قراراً بحرمانه من القيد خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة بسبب خطأ إجرائي من لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم.. وجاء القرار "فيفا" عدم تسليم الأردني طارق خطاب لاعب الشباب السابق لمستحقاته السابقة، بعدما وقع على عقود انتقاله لليوث مقابل 750 ألف ريال.. وكانت إدارة الشباب قد أرسلت الشيك الخاص باللاعب إلى لجنة الاحتراف بعدما فشلت في الوصول إلى اللاعب، ولكن مسؤولي الاتحاد السعودي احتفظوا به ولم يقوموا بإرساله للاعب.. النمر الاتحادي انتفض وتجاهل قضاياه وقدم لاعبوه أجمل المستويات الفنية والتي كانت آخرها عبر التأهل لنهائي كأس الملك على حساب الغريم التقليدي الأهلي فيما وعد اللاعبون إدارتهم بتعويض النقاط

 

المخصومة دورياً من أرضية الميدان فيما ينتظر الشباب البيان الإلحاقي من اتحاد القدم.. وينتظر الجميع يومين باقيين على رحيل اتحاد كرة القدم الحالي لنطوي معها صفحه لا نريدها أن تعود من تخبطات وفعلاً: "فرجت وكنت أظنها لا تفرج".