|


وحيد بغدادي
احــ(ـتراف).. أم اغــ(ـتراف)!!
2017-05-11

في عام 1413هـ، موسم 1992ـ 1993م، تم تطبيق نظام احتراف اللاعبين المحليين لأول مرة في تاريخ الكرة السعودية، وتم تحويل غالبية اللاعبين المتفرغين بأنديتهم إلى محترفين، وإدراجهم تحت مظلة نظام الاحتراف، كما تم السماح لأندية الممتاز بالتوقيع مع ثلاثة لاعبين أجانب.. وللأسف ومنذ تم تطبيق نظام الا(حــ)ــتراف بملاعبنا السعودية، وكرتنا في تراجع مستمر؛ لأننا لم نطبق من النظام إلا اسمه!! حقوق اللاعبين أصبحت ضائعة بسبب شح الموارد للأندية، وفي ظل "شجع" و"مبالغة" مطالبات اللاعبين أنفسهم.. فيما ضاعت حقوق الأندية كذلك أمام عدم انضباطية هؤلاء الهواة.. ويجب أن نعترف بالحقيقة، أننا تراجعنا وخسرنا منجزاتنا بسبب التطبيق الخاطئ للاحتراف، أمام جيل من لاعبين لا يستحق أفضلهم أكثر من "مليون ريال"، وهي القيمة التي رصدتها أعلى جهة رياضية في العالم، وذلك عندما ثمن الاتحاد الدولي لكرة القدم الــFIFA في إحصائياته عن لاعبي المنتخبات المشاركة في نهائيات أمم آسيا بأستراليا 2015، استناداً إلى تصنيف المنتخبات ومشاركات الأندية والبطولات التي يحققها اللاعبون مع أنديتهم، بأن أفضل لاعب في المنتخب السعودي لا يستحق أكثر من مليون سنوياً.

 


ونعيش هذه الأيام مع نهاية الموسم الرياضي وبداية فترة التعاقدات، منعطفاً خطيراً في عالم الا(غـــ)ــتراف.. وستبدأ المزايدات على اللاعبين بالتأكيد، ورغم صعوبة مبدأ الانتقال من نادٍ جماهيري إلى نادٍ جماهيري آخر، إلا أن معظم الصفات التي تمت لم تفلح باستثناء عدد قليل منها.. كانت البدايات مع أغلى صفقة آنذاك لعابر القارات مرزوق العتيبي، بتسعة ملايين ريال من الشباب إلى الاتحاد، وكانت تعتبر الأقوى والأغلى، وما هي إلا أيام حتى انتقل مهاجم المنتخب الوطني ولاعب الوحدة عبيد الدوسري إلى الأهلي بما يقارب 12 مليون ريال.. وأصبحت الأندية على مدار السنين تزايد على بعضها في الصفقات وتبالغ في أسعار اللاعبين، إلى أن وصلت الأرقام والعقود لمبالغ تفوق الأربعين مليونًا للاعب قد لا يقدم في المستطيل الأخضر ما يستحق عليه مليوناً (فقط).. بعض لاعبينا ومنذ بدأ نظام الاحتراف أصبحوا يتباهون في السنابات بسهراتهم وأزيائهم وقصات شعورهم، وفي المقابل بدأت مستوياتهم بالتدني بشكل مثير للاستغراب، كما أن اللياقة والعطاء والقتالية في أرض الميدان لا توازي عشر ما يتسلمون من عقود هائلة.. وحتى تقديرهم للزحف الجماهيري في الملعب واحترامهم لقمصان وشعارات أنديتهم التي كانت سبباً فيما ينعمون به من رفاهية، أصبحت تثير الاشمئزاز!! وانحصرت الطموحات في عقد كبير وفيلا وسيارة، وانعدمت رغبة تحقيق البطولات وإرضاء الجماهير.

 


عندما صدرت لائحة الاحتراف وأوضاع اللاعبين وانتقالاتهم وقواعدها التفسيرية، تفاءل اللاعبون كثيراً بهذه اللوائح.. خاصة عندما رافق هذه اللائحة العمل الجاد من لجنة الاحتراف ومتابعة حقوق اللاعبين وفرض عقوبات قد تصل لمنع الأندية التي تتأخر في سداد حقوق ومستحقات اللاعبين "المحترفين" من التسجيل خلال فترات الانتقالات الرسمية.. ولكن!! هل فعلاً ضمنا بذلك تطبيق درجة عالية من الاحترافية؟!! ونحن مقبلون على الخصخصة.. هل فعلاً وصلنا للجاهزية ودرجة الاحترافية المطلوبة للتحول لشركات قائمة ومستقلة بذاتها؟ وهنا نطالب بسرعة إعادة النظر جدياً في أنظمة الاحتراف.. ويجب أن يكون لدينا "اعتراف: هل هو احتراف.. أم اغتراف؟!".