|


خالد قاضي
النية مطية .. يافهد بن خالد
2010-06-26
أزعم إنني عاصرت الكثير من إدارات النادي الأهلي خلال السنوات الماضية، وكنت أعتب على الكثير منها سياسة التعتيم وحجب المعلومات عن الإعلام والجماهير بما يسمى اليوم بـ(الشفافية) والوضوح، وكم دفعت الكثير من الإدارات ثمن هذا التعتيم والتكتم على أرقام ومعلومات.. وكان مصيرها إما الاستقالة أو الابتعاد تحت ضغوط جماهيرية وإعلامية، والواضح أن رئيس الأهلي الجديد الأمير فهد بن خالد.. وهذا حق مشروع له أن يستفيد من أول تجربة له في أول سنة رئاسة أهلاوية من أخطاء وسلبيات الآخرين، خاصة أنه عاصر وكان قريباً من إدارة العنقري السابقة.. على اعتبار أنه كان المشرف على الكرة.. وهذا المنصب جعله يكون قريباً من الأحداث واكتساب الخبرة والاحتكاك بالوسط الرياضي، لأن من يعمل من الداخل غير من يقيم من الخارج.
ولأن الأمير فهد بن خالد رجل صاحب نية طيبة واكتسب شعبية جارفة وكبيرة في المدرجات الأهلاوية وأحبه الأهلاويون لأنه يدافع عن حقوقهم في الإعلام وفي الاجتماعات.. وبذلك أظهر (كاريزما) وقبولاً كبيراً عند جميع الأهلاويين بكافة شرائحهم .. وكما يقول المثل (النية مطية).
الأمير الشاب المتحمس.. كنت في حديث معه منذ أيام وقلت له لابد أن يتسع صدرك للإعلام بكل ما فيه من إيجابيات وسلبيات، وأنت الآن أصبحت شخصية عامة وطالما وافقت على المهمة الصعبة.. وأقول صعبة لأن للأندية الجماهيرية وجهين، الأول ناعم الملمس شهرة وفلاشات وقنوات .. لكن في المقابل لها وجه ساخن.. وللشهرة والأضواء ضريبة لابد أن يتحملها من يقدم عليها بحلاوتها ونارها .. ولن أجامل إن قلت إن هناك تفاؤلاً بنجاح باهر للرئيس الأهلاوي الشاب.. بشرط أن يستمر على سياسة الوضوح والاستفادة من أخطاء إدارات سابقة ولا أقصد العنقري فقط .. والكيس من اعتبر من غيره، وهناك عجز مالي يتجاوز الـ15 مليون ريال لاشك أنه يمثل دروساً مستفادة للرئيس الجديد، لأن من أطلع على مصروفات الإدارة السابقة وجد أن مبلغ 53 مليون قد صرف على تعاقدات مع لاعبين محترفين ومدربين من مجموع المصروفات العامة البالغ 95 مليوناً.. وهذا ما يتجاوز أكثر من نصف المصروفات.
ناهيك عن مبلغ 9 ملايين ريال مصروفات فنادق وسكن.. وهذا المبلغ يكفي بأن يشتري به الأهلي ثلاثة عمائر سكنية، ومن هنا فإن على الإدارة الجديدة وهي التي تمثل مزيجاً من الوجوه الشابة الإدارية والاستثمارية والتنظيمية عدم تكرار الأخطاء.. لأن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، وهذه المرة واضح أن التعاقدات ذكية ومختارة بعناية سواء الصفقات المحلية أو الخارجية، ولا أخفي إعجابي بالمستويات التي قدمها فيكتور مواطنه صانع الألعاب مارسينهو، وقد يكون هذا الاختيار حسنة فارياس الوحيدة.
لقد كان الأمير فهد أوضح من عين الشمس في كلامه في المؤتمر الصحفي، تحدث بلغة الواقع وأكد على أهمية العمل الجماعي وأنه سيكون المسؤول الأول عن جميع ألعاب النادي وليس عن كرة القدم فقط، وزع ميزانيات الألعاب بشكل معلن .. ووزع المهام كل حسب مواهبه الإدارية، خصص مبلغ 55 مليوناً مبدئياً لفريق الكرة الأول، وكم سيكون العمل أقرب إلى النجاح عندما تكون الأمور واضحة خاصة لغة الأرقام.
أعرف شخصية الأمير خالد بن عبدالله عن قرب، فهو يدعم أي رئيس، وهو الرقم الصعب مع كل الإدارات الأهلاوية.. لأنه ليس مجرد عضو شرف ولكنه عاشق للأهلي منذ نعومة الأظافر، الأمير خالد عضو شرف استثنائي لم يدخل الرياضة والكرة من النافذة أو بحثاً عن بطولة فردية، ولم يدخل في مهاترات جدلية مع أحد في يوم من الأيام، حتى موقفه مع الناقور في الاجتماع الشرفي الأخير لم يكن وليد لحظة انفعال، ولكنه أراد أن يعيد لأعضاء الشرف ولجميع العاملين في النادي كرامتهم التي أراد أن يشتريها الناقور بمليون ريال.
أعرف أن الأمير خالد وعن قرب بأنه يترك الآخرين يعملوا ولايفرض عليهم رأياً معيناً، حتى عند رحيل فارياس كان القرار للإدارة الجديدة، ولكن من حقه أن يحاسب ويعاتب أي إدارة لم تحقق العمل المطلوب لأنه داعم وعاشق ولايقول رأيه إلا عندما تطلب منه الاستشارة، ومن هنا فإن الأمير فهد بن خالد لابد أن يقوي موقفه باستشارة الأمير خالد الخبير الرياضي .. وإن كنت أثق كثيراً في شخصية الأمير فهد بن خالد.. والواضح إنه متحدث جيد وصاحب لباقة في الحديث .. حتى في لحظات انفعاله له عبارات جميلة ومؤثرة .. كم مرة كان صريحاً مع الجماهير الأهلاوية قال في إحدى مباريات الموسم الماضي إن الأهلي كان سيئاً في تلك المباراة، وهذه هي الشخصية التي تريدها الجماهير الأهلاوية، فقد انتهى زمن التعتيم في زمن النت والفضائيات والمنتديات والتي أكرر أنها أكبر من يروج الشائعات.