|


خالد قاضي
كيف جمع سلطان بين الطيبة والحزم؟
2010-11-06
تشرفت مساء الأحد الماضي في التواصل عبر الهاتف بالأمير الإنسان سلطان بن فهد بن عبدالعزيز والذي يقف على رأس الهرم الرياضي والشبابي والكروي السعودي باعتباره الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم .. وهي ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة لأنني شعرت من خلال الحديث مع هذا الرجل رحابة صدره الكبيرة لكل الآراء الهادفة حتى وإن كانت قاسية لكن المهم أن تقدم في قالب مؤدب ومحترم وأن يكون الانتقاد مقروناً بالحلول وليس انتقاداً من أجل (فشة خلق) وانتهى الموضوع .. فالأمير سلطان يمنحك الإحساس بالمشاركة بالرأي والرأي الآخر .. ويرفض في المقابل (شخصنة) الأمور أو تقييم رعاية الشباب أو اتحاد الكرة من خلال تصفيات معينة أو بطولة محددة وأن يكون التقييم منطقياً وواقعياً.. ولن يحدث ذلك إلا من خلال تقييم شامل لمسيرة اتحاد الكرة السعودي وعدم إبراز السلبيات وإخفاء وتجاهل الإنجازات.. لأن النقد هو إبراز السلب والإيجاب وليس التقليل من عمل الآخرين وتهميش أدوارهم ومصادرة جهدهم وعرقهم.
وأنا أتحدث مع سلطان بن فهد لأكثر من ساعة كاملة .. تعجبت كيف منح الله هذا الرجل صفتين في وقت واحد وهي الطيبة والحزم .. إن الطيبة وحسن الأخلاق والمعشر واحترام الصغير قبل الكبير عند سلطان بن فهد لايعني أن يكون حازماً عندما يحتاج الموضوع الحزم وأحياناً الشدة واتخاذ القرار في الوقت المناسب، لأن المنصب الحساس والقيادة تحتاج أن يجمع صاحبها بين هذه وتلك .. سلطان بن فهد يرفض الإساءة من شخص إلى آخر أو توجيه الاتهامات جزافاً .. ويرفض أيضاً أن يحول البعض الرياضة إلى تصفية حسابات أو عنصرية أو إثارة شغب .. ومع ذلك فهو رجل صبور ولا ينفعل بسهولة ولايتخذ القرار إلا بعد دراسة شاملة ومتأنية وهذه من صفات القائد سواء في الرياضة أو غيرها .. فالرجل لاينفد صبره إلا عندما يشعر أن كرامة أحد العاملين في الوسط الرياضي قد تعرضت لاحتقار أو إهانة أو تشهير.
لازلت أتعجب كيف يتحمل سلطان بن فهد بطول باله تشنجات وانفعالات الكثير من رؤساء الأندية .. وكيف يتسع قلبه وصدره لهموم ومشاكل لاتنتهي لوسط رياضي ما أن انتهت فيه مشكلة إلا وظهرت فيه مشكلة أخرى، والإعلام لايزال يطبق نظام (شعللها) تحت بند الإثارة وجذب الجماهير .. ورفض أن تكون الكرة السعودية سلعة رخيصة في يد الباحثين عن الإثارة من بعض القنوات الرياضة الخليجية التي لفظ الشارع الرياضي السعودي أساليبها المكشوفة في تأجيج الفتنة بين جماهير الأندية.
ومن خلال الحديث مع سلطان الرياضة السعودية عرفت حرصه على متابعة مشاكل جميع الأندية وأن هذه الأندية هي روافد المنتخبات السعودية .. ناهيك عن الجوانب الإنسانية التي لايعرفها الكثيرون في شخصية سلطان بن فهد التي يظهر فيها الجانب العسكري بحكم عمله السابق في بعض الأمور الرياضية .. والطيبة والإنسانية في جوانب أخرى.
* لا أعرف سر سوء الحظ الذي يلازم علاقتي مع لجنة المسابقات في اتحاد الكرة بشكل مستمر .. وهل يلومني أحد إن اتهمت هذه اللجنة بأنها تحارب الحضور الجماهيري من خلال إقامة خمس مباريات في يوم واحد كما حدث يوم الأربعاء الماضي.. في وقت كان ممكناً أن تقام مباراتان يوم الأربعاء ومباراتان يوم الخميس وواحدة مثلاً يوم الجمعة.
فالجميع شاهد الحضور الجماهيري المتواضع وخاصة مباراة الاتحاد والشباب في جدة .. ومن هنا أتوقع حضوراً جماهيرياً كبيراً لمباراة الغد بين الهلال والأهلي في الرياض حتى وإن كانت مؤجلة والسبب أن تركيز جميع الجماهير سيكون منصباً عليها.
*أشفقت على الزميل الخلوق أحمد صادق دياب الذي أسندت إليه مؤخراً رئاسة لجنة الإعلام والإحصاء في اتحاد الكرة ولجنته تتعرض لانتقاد شديد من إدارة نادي النصر حول موضوع حصر وإحصاء بطولات الأندية السعودية وهو احتجاج أرى أنه مبرر جداً .. وأقترح على الزميل أحمد الخروج من هذا المأزق بتشكيل فريق عمل من خارج اللجنة يقوم بهذه المهمة على أن يضم مؤرخين وخبراء في التاريخ الكروي مثل الدكتور أمين ساعاتي ومحمد جمعة وخليل الزياني والمؤرخ محمد القدادي، وقبل ذلك أن ينحصر معيار الإحصاء في بطولات الدوري وكأس الملك وكأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل بن فهد، على اعتبار أنها بطولات تشارك فيها جميع الأندية بشكل رسمي وليست اختيارية.