|


د. علي عبدالله الجفري
الرياضة الجامعية وأحادية التفكير
2009-07-20
عاد وفد وزارة التعليم العالي من صربيا، بعد المشاركة في دورة الألعاب الجامعية الصيفية الخامسة والعشرين، بنتائج متواضعة جداً ومتوقعة جداً.. لن أخوض في مقالي هذا الأسبوع في حيثيات إيجابية المشاركة من عدمها أو منطقية النتائج قياساً على توفر الإمكانات والاستعداد والفترة الزمنية، لأنني أعرف الإجابة مسبقاً.
اليوم أناقش ما هو مقبل للرياضة الجامعية من خلال تأسيس اتحاد الرياضات الجامعية الذي يعكف على صياغة لوائحه ونظامه لجنة في وزارة التعليم العالي.
ذكرت في مقالات عديدة سابقة عن الرياضة الجامعية أنها تحتاج لأن تكون همزة الوصل بين الرياضة المدرسية أو رياضة المراحل السنية ورياضة المحترفين، وصياغة لوائح وقواعد لاتحادها تحتاج إلى الكثير من الاحترافية والقانونية، بالإضافة إلى الدراية التخصصية في مجال الرياضة، ليستفيد أكبر عدد ممكن من الطلاب اللاعبين من الدخول في المنظومة التعليمية والرياضية، وهذا ما لا يتوفر عند أغلب من يعمل في اللجنة التي ذكرت، وهنا تكمن المشكلة، لأن من يقود هذا المشروع غير متخصص في أي مجال رياضي، بل قد لا أبالغ في أنه ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بالرياضة، وهو يخشى عليه من الاختطاف من قبل جهة أو جهات أخرى، ومن الواضح كذلك أنه لا يعلم بأنه هو الذي يمارس الاختطاف لهذا المشروع بعدم الاستنارة بأي من أصحاب الفكر في المجال، سواء كان ذلك على مستوى الأفراد أو المؤسسات.
شخصياً، ناديت بسلخ الرياضة الجامعية التنافسية من عمادات شؤون الطلاب في أكثر من مناسبة، وجعلها في إدارة مستقلة، مع إبقاء النشاط الرياضي العام لجميع شرائح الطلاب في عمادة شؤون الطلاب.
مشروع اتحاد الرياضات الجامعية هو مشروع للوطن، ويجب أن يشارك في وضع لوائحه وقواعده وزارة التربية والتعليم لأنها هي الرافد، والرئاسة العامة لرعاية الشباب لأنها الطموح الذي ينشده اللاعب بعد الجامعة، إضافةً إلى الاتحاد الرياضي لقوى الأمن الداخلي، لسابق خبرته في إنشاء اتحاد مماثل.
أتساءل: إلى متى يعاني الوطن من أحادية التفكير التي ترتكز على تغليب المصالح الشخصية على المصلحة الوطنية؟ وأتساءل: كيف يعمل في اللجنة التي ذكرت أشخاص لا يعرفون أنواع الرياضات الفردية ومسمياتها المختلفة ناهيك عن وضع لوائح وقواعد لها؟!