|


حمود السلوة
الشفافية المفرطة
2011-11-24
داخل وسطنا الرياضي ظهرت مؤخراً تعابير ومصطلحات جديدة.. منها مصطلح (الشفافية) وهو المصطلح المرتبط بقيم الصدق والعدل والوضوح والمكاشفة والصراحة.
وهو مصطلح سائد وشائع وكثير الاستعمال تحديداً في الخطاب السياسي العربي في الآونة الأخيرة.
و(الشفافية) تعني أعلى درجات الإفصاح، كما يستخدم هذا (اللفظ) في كل الاتجاهات.. وفي وسط من يديرون الحوارات بروح وثقافة (الرأي.. والرأي الآخر).
وتعني رؤية ما هو ممنوع رؤيته وما لا يمنع أو يحجب يقال له (شفافية).. وهذه المفردة أضيفت مؤخراً إلى بقية الألفاظ والمعاني والمصطلحات الشائعة التي كثر استخدامها في الأوساط السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية مثل (الخصخصة) و(التنوير) و(العولمة) و(الكاريزما) و(التنمية المستدامة) و(الربيع العربي) و(الانفتاح) و(الطب البديل) و(منظمات المجتمع المدني)، لكن حين نتحدث تحديداً عن (الشفافية) في مجتمعنا الرياضي فإننا صراحة بالغنا كثيراً في الاستخدام الخاطئ لـ(الشفافية) للدرجة التي وصلت إلى أن تتحول إلى (شفافية مفرطة) وبالتالي فقدت (الشفافية) كثيراً من معانيها ودلالاتها، ومضامينها، وأهدافها، وأصبح استخدامنا لمصطلح (الشفافية) داخل وسطنا الرياضي (عنيفاً) و(اقصائياً) و(ساخراً).
وأصبحت (الشفافية) البوابة الواسعة لكل من أراد أن يمرر قناعاته بقوة مفرطة وعنف وشراسة، وهناك من يخلط فيما بين (الشفافية) و(العنف) في خطابنا الرياضي.. خصوصاً (بعض) الانتهازيين الذين مزقوا نسيج هذه (الشفافية).
ما أعرفه أكثر في هذا السياق أيضاً أنني وغيري كثر لا نملك الحق الكامل في محاكمة الناس على آرائهم وتوجهاتهم ولا نملك الحق في توزيع صكوك الإدانة لأفراد أو مؤسسات بعد أن تحولت لغة ولهجة الخطاب الرياضي إلى (عنف) و(سخرية) و(تسفيه) بآراء الآخرين من خلال بوابة الشفافية الواسعة، ما لم تكن هناك لغة راقية في الحوار تعمق في أذهان الناس (ثقافة الحوار والاختلاف) لكن اللافت ـ صراحة ـ أن (البعض) يريد أن يتعاطى (الشفافية) بمزاجه الخاص، ومواصفاته الخاصة وأسلوبه الخاص وأهدافه الخاصة وبما ينسجم مع ميوله وانتمائه حتى تحولت هذه (الشفافية) إلى (شفافية مفرطة)..