|


سعيد غبريس
النصر ليس الأتحاد
2010-02-12
الآن وقد حسمت رئاسة نادي النصر للأمير فيصل بن تركي بالتزكية، وبعد سنة من التكليف بالرئاسة، هل يمكن القول إن فارس نجد بدأ عهد الاستقرار الإداري؟
يبدو أن الأمير فيصل بن تركي يتمتع بالحماس وبالإقدام، وبالمال وبالفكر الرياضي، وهذه عناصر كافية لتصنع رئيساً ناجحاً، ولاسيما أن الأمير فيصل بن تركي جمع حوله مجلس إدارة من الشبان ذوي الكفاءة العلمية والخبرات المهنية والتجربة الرياضية.
وهذا هو المطلوب لمجلس إدارة عملي، طالما أن أعضاء الشرف من الأمراء يدعمون النادي، وقد سماهم الأمير فيصل وعددهم بالاسم خلال حديث صحافي.
وبدا أن فارس نجد يجد بقيادة الأمير فيصل بن تركي بتجهيز فريق يعيد النادي إلى منصات التتويج، لذا بدأ الرئيس الجديد، ومنذ كلف لسنة، بتعاقدات كبيرة، بل أنه حقق للنصر أول صفقة محلية كبيرة، ربما هي الأكبر حتى الآن في البورصة الكروية السعودية، بالمبلغ القياسي (حوالي 33 مليون ريال) لهداف الدرجة الأولى ومهاجم القادسية محمد السهلاوي الذي أثبت أن هذا المبلغ الكبير لم يذهب هدراً.
صحيح أن النصر لم يضمن حتى الآن أي لقب بل أنه خرج من ثلاث بطولات، وآخرها كأس ولي العهد، ولكن خروجه كان أمام الهلال بطل الدوري وأفضل فرق الموسم وأقواها، وبعد تمديد الوقت، ولم يكن كخروج الاتحاد أمام نجران.
والصحيح أيضاً أن النصر لم يعد كما كان في السنوات الماضية، بل أصبح فريقاً مرهوب الجانب ويكفي أنه حرم الهلال من خمس نقاط في الدوري هذا الموسم.
ولا ننسى أن النصر خسر جهود ونجومية أحد أهم هدافي السعودية، فسعد الحارثي لا يزال غير مكتمل الشفاء من الإصابة، وهذا ما يمنعه من أن يكون أساسياً ومرعباً كما لو كان في وضعه السابق.
وأعتقد أن الأمير فيصل بن تركي يعمل على جبهات عدة، والجبهة الأهم تأمين العنصر الأساسي، وهو المال وقد أعلن عن دعم كبير يقدمه والده الأمير تركي بن ناصر، وهذا ما وفر سيولة تقدر بـ95 مليون ريال، ذهب قسم كبير منه لتدعيم صفوف الفريق بتعاقدات محلية وأجنبية، وقد رممت خطوط الفريق بمبلغ 83 مليون ريال، منها 47 مليونا للتعاقدات المحلية.
هذا الرئيس الجديد المنتخب بالتزكية، والذي دعم خزينة النصر بمبلغ 20 مليون ريال، والذي صرح فور تكليفه بالرئاسة لسنة، بأنه سيجلب أي لاعب مهما غلا ثمنه، هذا الرئيس سيوجد بالطبع في النصر فارقاً واضحاً يطمس السنوات العجاف ويمحو هذا الجفاء الطويل بين النصر العالمي وبين منصات التتويج.
ويعلم الرئيس الجديد أن النصر يتمتع بعامل قوي لمواجهة المصاعب، ويتمثل بجمهور كبير وعريض استحق عن حق صفة الجمهور الصابر والثقة بالفريق وبمقاومة اليأس.. لذا فإن الفرج لابد آت.. طالما أن الشمس تطلع كل يوم وطالما أن جمهور الشمس لا يغيب.
لقد أعد الأمير فيصل بن تركي العدة جيداً لهذا الموسم، ونجح في إعادة النصر إلى مسار الفريق العالمي، فعاد رقماً صعباً في معادلة الكرة السعودية، ومن سوء حظه أن الفرق المنافسة هي في أبهى حالاتها هذا الموسم، خاصة الهلال والشباب، طرفاه في (ديربيات) العاصمة واللذان حققا وحدهما ألقاباً هذا الموسم حتى الآن.