|


سعيد غبريس
(العميد) في الوقت الضائع
2009-12-18
نادي الاتحاد في أزمة حقيقية ولولا الدعم القوي من الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد ونائبه الأمير نواف بن فيصل، لكان (العميد) وصل إلى حافة الانهيار.
فالمدافع عن اللقب، يتراجع في القائمة للمركز الثالث، وقد يفقد حتى الأمل بالتواجد بين الأربعة الكبار إذا استمرت حالته المزرية على الصعيدين الإداري والفني، إذ لم يشهد هذا النادي العريق مثل هذه الأزمة التي تضعه في أحلك الظروف..
الفريق يتعرض لأقسى النتائج بثلاث خسائر متتالية، بينها واحدة أمام متذيل القائمة (الاتفاق) وأخرى أمام المتصدر الهلال الذي زلزل الأرض تحت أقدام لاعبيه وهز كيان النادي بالخماسية العظيمة والتي صنفت تاريخية، ليأتي التعادل في الدار أمام الفتح بمثابة المصادقة على هذا التراجع الكبير الذي جاء بعد تألق البداية بالانتصارات الستة المتتالية.
والذين يقولون إن الاتحاد لم يخرج بعد من سباق البطولة، وإن لديه 12 مباراة متبقية، معتمدين على حسابات نقاط المباراتين المؤجلتين على أنها في الجيب كلها أو نصفها، هؤلاء مخطئون لأنه لو افترضنا أن النقاط الست للمباراتين المؤجلتين قد تحققت فإن الفارق بين (العميد) و(الزعيم) يصبح سبع نقاط.
ولكن هذه الافتراضية يجب أن تترافق مع افتراضات عكسية، وهي أن يخسر الهلال أو الشباب نقاطاً تفوق السبع (وهذا أمر قد يحصل) ولكن هل هناك من يضمن عدم استمرار نزيف النقاط لدى بطل الدوري.
وفي مثل هذه الحالة المزرية للاتحاد هل يستطيع الفريق تخطي أزماته في ظل المطالبة بإقالة المدرب وباستبعاد الأجانب وبإقالة الرئيس.. وفي ظل (تمرد) بعض اللاعبين والكشف عن عرض قطري لعماد العميد محمد نور وفي ظل تخبطات إدارية بدءاً باستقالة الرئيس الدكتور خالد المرزوقي ثم عودته عنها، واستقالة مدير الفريق حمزة إدريس وإعادة المدير السابق حمد الصنيع.. وأحاديث وأنباء عن استبدال نائب الرئيس بعضو آخر من مجلس الإدارة بعد اتهام النائب بعقد اجتماعات تحريضية ضد الإدارة أثناء غياب الرئيس.. وأخبار عن تصدي محمد نور لعضو مجلس الإدارة فراس التركي الذي بات أقرب المقربين للرئيس، ومنعه من حضور حصة تمرينية، وكذلك ما ذكر عن أن اللاعب ذاته يعارض عودة المدير السابق للفريق حمد الصنيع.
وأنه رفض أن يكون التركي مرافقاً له من قبل الإدارة لتسلم جائزة في أبوظبي.
وماذا سيكون الموقف إذا لم يوفق الاتحاد غداً أمام القادسية ولاسيما أن المباراة تقام على أرض الأخير، وأن هذا الأخير كان أصعب خصم واجهه الهلال حتى الآن برغم أن المباراة أقيمت في عقر دار (الزعيم).
قد تحل المشاكل المالية المتعلقة بتجديد عقود بعض اللاعبين، وفي إيجاد لاعبين بدلاء للأجانب الحاليين في ضوء الإعلان عن الدعم اللامحدود من العضو الفاعل لإدارة الدكتور المرزوقي، ولكن هل تأتي الحلول سريعة في الملعب، وهل الوقت لا زال يسمح بالعودة إلى الصدارة؟
هذا السؤال يطرح في منتصف الطريق ويحمل معه نصف جواب وقدراً قليلاً من الآمال، إلا إذا ظهر (العميد) في كل مبارياته المتبقية في صورة الفريق الجبار الذي قهر شمشون الكوري الجنوبي على أرضه بخماسية نظيفة عجائبية في نهائي دوري أبطال آسيا 2005 .
في مثل هذه الحالة فقط يحلم أبناء الاتحاد في العودة إلى المنافسة على اللقب والدفاع عنه.