|


سعيد غبريس
معركة بدأت
2009-02-06
هل كسرت الجرة بين الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلا برئيسه الأمير سلطان بن فهد وبين محمد بن همام رئيس الاتحاد الآسيوي؟
وهل أصبح هذا الأخير في موقع الحفاظ على موقعه الآسيوي بعدما بدأت تتشكل نواة معارضة قوية تضم السعودية واليابان وكوريا الجنوبية والكويت والبحرين ودولاً أخرى أيضا.
وهل يتقبل ابن همام أن يتحول من مرشح لخلافة بلاتر في رئاسة "الفيفا" إلى مجيش للحملات الوقائية التي انطلقت وكانت شرارتها البيان الذي نشره موقع الاتحاد الآسيوي عقب اجتماع اللجنة التنفيذية في كوالالمبور وتضمن تحفظا على انتقادات الأمير سلطان بن فهد للجسم التحكيمي الآسيوي ولرئيس لجنة الحكام يوسف السركال والتي أطلقها الأمير السعودي بعد مباراة السعودية وكوريا الجنوبية في تصفيات المونديال؟؟
أسئلة عدة قفزت في خضم هذا المعترك خاصة بعدما واصل الأمير سلطان التفلت من تحفظاته وإطلاق العنان لما يعتمل في صدره، فبتنا نسمع صوته العالي المدوي، يتحدث بنبرة حادة حين تصل الأمور إلى الحد الذي لم يعد مقبولا السكوت حياله.
لقد صرخ الأمير سلطان من ضربات موجعة تلقاها منتخب المملكة في الميدان الآسيوي، وبدأت الشكوك تساوره بعد تراكمات، بأن الكرة السعودية مستهدفة، لدرجة أنه أفصح عن ذلك بالتحدث عن مؤامرة أو عن حسد من التأهل المتواصل لمنتخب المملكة إلى المونديال ولأربع مرات متتالية، وكأن قوة ما تعمل في الخفاء لمنعه من التأهل الخامس..
إن البيان الآسيوي الأخير والرد القوي والعنيف من قبل الأمير سلطان بن فهد الذي تناول فيه محمد بن همام بالاسم متهماً إياه بالخداع والكذب.. يجعلنا في المنطقة العربية في موقف حرج جداً، أقله الانقسام.. ذلك أن الأمير سلطان كان واضحاً في دعوته لتغيير الأشخاص وفي تأكيده دعم رئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة في مواجهة ابن همام على منصب عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي..
لقد بدا ابن همام في الكثير من المواقف مثيراً للجدل خاصة في المنطقة العربية، وتحديدا الخليجية... وكونه عربيا خليجيا هو عرضة للإحراج في كثير من المواقف وعانى كثيراً كي يظل نزيهاً وحياديا، ولكنه أوقع نفسه في أصعب المواقف وخاصة حين يتعلق الأمر بالموضوع السعودي.. فهو تصرف بحكمة في كثير من الحالات ونزع أكثر من فتيل على شفير الاشتعال.. وأصلح كثيراً من الأمور حين تحدث بصدق عن دور السعودية الرائد في تطبيق شروط دوري المحترفين في آسيا.. ولكن هذا البيان غير الموفق في مضمونه وفي توقيته كان بمثابة غلطة الشاطر...