|


علي الشريف
أهلي يتمدد أكثر
2008-12-01
تستدعي كامل مفردات اللغة وخباياها وأسرارها وأنت تكتب عن النادي الأهلي السعودي لكرة القدم، كونك تكتب عن ذات أكبر للكرة، وعن حضارة، وعن أكبر قلاع حرب الكرة القديمة، تلك التي تقف في وجه الريح وتصمد، وبالتالي تشعر بأهمية الأمر، وأنت تقف لدى أجيال ذهبت إلى هناك من خلال الأهلي فيما بقيت (القلعة) تحرسها أعين أنصارها ولكن بأفراح أقل من %3.
ـ وفق ذلك لا تفرح بأن يحقق (الأهلي) كأس أندية الخليج على حساب النصر كونها أقل من أن يجيش الأهلي (الضخم) ذاته / التاريخ/ من أجلها، وبالذات في ظل ظروف النصر الراهنة من نقص وإصابات، بل وبمثل هذه الطريقة التي بلغ بها الفريقان للنهائي، فالأهلي تجاوز مثل هذه (الأحلام) / الصغيرة، وهذه الأمجاد ذات الحجم الأقل والمستنسخ، ومثل هذا الطموح الذي يأتي(كفاقة / فرح) ثم يختفي، الأهلي أكبر من ذلك (بكثير)، وفق منجزاته، وكمه وكيفه، وتمدده متى شاء وأين شاء في زمن يكاد لا يتكرر مع تطور أندية سبقها الأهلي بمراحل و(غفى)، واستيقظ على كوابيس تدعى محافظين جدد في كرة القدم ضد حضارته الكروية ذلك الذي كان يكتب بعشرين لغة مختلفة إحداها من أعلى إلى أسفل، والعديد منها يكتب بنزف يشبه دم من أهدر الأهلي كرتهم وفق نتائج الهدف والآخر.
ـ ولكي (أعدل) / أقوم الآن بالكتابة عن الأهلي بطريقة / لا تصلح لقراءة /من ليس أهلاوياً / وبالتالي قد لا تكمل، وإن أردت فلك ذلك لكي تعلم أكثر عن الأهلي.
ـ الأهلي (ذلك الأمر المهول)، ذلك (التاريخ)، ذلك (العشق)، ذلك (الزمن)، ولكنه يأتي الآن (أبرد)، وغير (مستفز)، ولا يقود للكتابة عنه بتلك الروح النازفة نشوة وطرباً لأحرف من ذهب، ولا بتلك الكتابة الرقصة / البخترة، ذلك الحبر الثائر، المتطاير كشظايا من عطر.. هذه ناحية .
ـ الأخرى أن السيد الوقور أهلي (لم يعد يكفي لأنصاره)، كونهم كبروا أكثر منه، وتوسعوا في (حبه) فيما هو لم يتوسع، ولم يتمدد، وبقي بين البين، في خطوات أشبه بجمع النقاط ثم الخسارة والخروج والإعلان عن إقصاءات وفي هيئة أحلام مؤجلة، وبطولات تأتي (دون قصد)، وقد لا تكون كذلك ولكنه (الفوز) يعرف الأهلي ويأتي إليه .. !
ـ وفق ذلك لم يعد الأهلي كافياً لأنصاره، ولا يغطي أحلاماً تجاوزت مرحلة الخليجية بأعوام، ليعود الآن ومجددا لحلم (صغير) تحقق في زمن صعب، وفق ذلك.. تبقيك (ثقافة الكتابة عن الأهلي) مرتهناً إلى ما تكتب، ويبقيك بروتوكوله محافظاً ورصيناً غير أنك تشعر مع ذلك بأحلام لك/ يحققها الآخر، وآمال لك / (ينهبها) الآخر، وأمجاد لك/ تذهب لمن هو آخر وأقصد (أقل) كنظير - وفق تعريف (الأهلي) لكيف يجب أن تكون عليه كرة القدم -، وفق كتب السير لأهل سلف فيه وقدماء ركلوا الكرة بشكل مختلف، وفق الكتابة عنه، وفق (هنا الأهلي) العبارة التي ذبلت مع ذبول ما نريد، وفق كل من منحهم الأهلي قيمة معنوية وجماهيرية كونهم أهله وذويه.
ـ ذلك الجمهور الذي جاء به الأهلي في المدرج ليلة النصر يريد أكثر، أقول في مدرج واحد غرب السعودية كان كل ذلك الكم، لم أتحدث عن (ثلاثة مدرجات أخرى شرقاً وشمالاً وجنوباً ومن الوريد إلى الوريد)، فيما جاء النصر كله – على ما أعتقد - وذلك ما أعني، بأهلي لم يعد يكفي !!
ـ أشعر أنهم (مدرج البشر / مدرج اللون السائد / مدرج الأهلي) بحاجة لمزيد من هذا (النبت) الغريب، المتخلق للحب، ذلك الشمس منذ جاء به شمس، ذلك الواقع، وليس الافتراض المبني على حسابات خاطئة.
ـ قلت لا تكفي خليجية النصر، وفيما لو خسرها الأهلي (لا تكفي) أيضا، و(كل ذلك) يجب أن تعاد صياغته من أجل أهلي بأحلام أكبر لأهداف أكبر تحقق على أرض الواقع، فقد تجاوز الأهلي كافة اختبارات الزمن على أن يكون هو بطل دوري المحترفين، وبطل يشارك مع أندية العالم، وبطل يقال عنه لم يتعثر، ناد يستجديه النقد والنقاد، وليس أن يتحدثوا عنه (بتأفف) أو بنوع من كلام فوقي أشبه بعدم (اليقين).. إلى اللقاء.