|


علي الشريف
شركات مفلسة وديون
2008-10-20
3 مليار جنيه استرليني ديون الأندية الإنجليزية، وقد يزيد هذا الرقم قليلاً وفق ديفيد تريسمات رئيس الاتحاد الإنجليزي، أي ما يعادل خمسة مليارات دولار وأكثر قليلاً، وتتصدر أعرق الأندية الإنجليزية قائمة الديون (تشلسي 736 مليوناً، مانشستر يونايتد 764، ليفربول 350 ، أرسنال 318 مليونا)، وهذا يعني أن الأندية الإنجليزية مهددة بعدم المشاركة في بطولات الأندية الأوروبية ما لم تسدد هذه الديون وتقدم ضمانات بنكية، وفق الشهيرة (مجلة في القول المصرية).
ـ الأمر الآخر أن ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم غاضب من المال العربي الذي أخذ الأندية الأوروبية طريقاً له، دون أن يفكر في أزمة مال تصيب العالم، يقول ميشو: (لقد فقدت كرة القدم الإنجليزية هويتها، فكرة القدم هوية، إذا ما علمنا أن مالك النادي شيخ عربي، واللاعبون برازيليون، والمدرب من جنسية أفريقية)، وفق تصريح ميشيل بلاتيني الذي كان لاعب وسط فذ في المنتخب الفرنسي ويوفنتوس، وزار حائط المبكي في إسرائيل وبكى وبالتالي لم يصبه أذى على غرار مالك شباز ورونالدو وآخرين رفضوا ارتداء القبعة.
ـ ولأن بلاتيني ليس صلب الموضوع، أشير إلى أن شركة الاتصالات السعودية وقعت في وقت سابق عقود (شراكة إستراتيجية) مع مانشستر يونايتد يجمع شعار الطرفين جنباً إلى جنب، في صفقة بلغت 18 مليون جنيه استرليني، ويتيح لشركة الاتصالات استخدام شعار النادي بل وبث لقطات لمبارياته، فيما لم تعلن مجموعة أبو ظبي للتطوير والاستثمار عن (قيمة) شراء ملكية نادي مانشستر سيتي (كرقم)، ولكنها في الأخير أصبحت مستثمرة هناك ومنذ تلقي الشارع العربي الخبر.
ـ شركات تأمين أعلنت إفلاسها وهي ترعى أندية إنجليزية، فيما قدم ريال مدريد (الإسباني) مثلا، تطمينات لأنصاره بأن استثمارات النادي هذا الموسم بلغت 250 مليون يورو، هذه الأرقام وغيرها إذا ما تخيلنا المشهد العربي الرياضي، وفق قنواته، وتعاقداته، وصفقات شركاته، من أموال بالدورات واليوروات، لم تشر تقارير عن كونه سيتأثر بالأزمة الاقتصادية في العالم، أو أنه في معزل عن ذلك، أو أنه أصلا لا يهتم أو يكترث للأمر، وبالذات في الإعلام العربي، فلم نسمع مثلا عن مستقبل (نايكي)، أو أديداس، أو مستقبل شراكة الأندية العربية مع الشركات التي أبرمت عقود استثمار معها أو من خلالها، وهذه ناحية، الأخرى أن هذه الشركات وبالذات العملاق منها اجتاح أندية عربية بصفقات بالملايين وللمستقبل، ولكن هذه الشركات لم تبادر لتكشف الواقع أمام شركائها سلباً أو إيجاباً موضحة مدى الضرر أو نسب الخطورة، وإذا ما كان الأمر بلغ درجة (الركود)/ الاقتصادي، من عدمه، وأغلب التقارير الاقتصادية تشير إلى ذلك الآن.
ـ أعتقد أن مثل هذه الشفافية، تزيد من عدم اندفاع رأس المال العربي الرياضي نحو الآخر دون أن يعرف (ديونه) وواقعه، وأن مال العربي الرياضي وهو يهرول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه هناك أغضب مثلا رئيس الاتحاد الأوروبي بلاتيني فيما الروسي براموفيتش مثلا يصول ويجول في الأندية الإنجليزية ولكن ميشو لا يرى ذلك ضرباً للهوية ـ هوية كرة القدم ـ بقدر ما يكون المشتري عربياً، ثم إن شراكة الأندية العربية إستراتيجيا مع شركات مهتزة أو متأثرة بأزمات، قد لا تؤدي لأرباح (أو مخاطرة) ولا سيما والنادي العربي يعد مبتدئا في لعبة الاستثمار الرياضي وبدون خبراء أو محترفين إلا قلة قليلة على أصبع واحدة في يد واحدة، تشرح له الدروس، على أمل أن (يفهم) ويتحول من مستهلك إلى منتج ومن مدين إلى دائن وإن كنت أعتقد أن تجربة ديون أندية الإنجليز محبطة ولا تشجع على أن نكون أفضل حالا منهم.
ـ المفارقة (التي أدع تسميتها لك) أن سيب بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم يرى أن تهافت رجال المال العرب وغير العرب على شراء الأندية الأوروبية لا يخدم اللعبة بقدر ما يخدمهم ماليا، وبالتالي إذا ما كان الأمر بالنسبة لبلاتر ربحا وخسارة مع هذه الأمة، لماذا اختلف سيب مع الألمان في كأس العالم، ولماذا تحتكر (فيفا) (أكشاك) السجق، والبرقر، وبقية الدخول الأخرى في كأس العالم، ولدرجة أن وصف كتاب رياضة ألمان بلاتر (بملك الشمس)، أو لويس الرابع عشر.. للحديث بقية.. إلى اللقاء.