|


علي عبدالله الجفري
الرياضة والمواطنة
2011-03-14
ارتبطت الرياضة ارتباطاً وثيقاً بمجموعة من المجالات ومقومات التنمية في الدول كالسياسة والاقتصاد والتجارة والإعلام والسياحة وغيرها، فقد رأينا الثقل السياسي الذي يرافق الوفود الرياضية في المحافل الدولية لدعم المنتخبات أو دعم ملفات استضافة حدث ما، ورأينا حجم المكاسب المادية التي تجنيها الدول من خلال استضافتها للأحداث الرياضية الدولية، ورأينا كيف تستفيد الدول من تنمية بناها التحتية في كل الاتجاهات لتظهر بالشكل الذي تواكب فيه الحدث.
دخول الرياضة في معترك المال والسياسة، لا شك سوف يضفي عليها الكثير من البريق، ولكنه في الجهة المقابلة سوف يجردها في بعض الأحيان من أجمل معانيها وأهدافها ورسائلها. ومن أهم هذه الأهداف هو الولاء والمواطنة، وهذا ما جعل بعض الدول تتجه إلى تبني بعض البرامج والممارسات لتعزيز المواطنة والولاء للوطن خصوصاً في ظل توجه العديد من الدول إلى تجنيس الرياضيين غير المقنن وغير المبرر.
المظاهر التي صاحبت مباراتي نصف نهائي كأس ولي العهد بين النصر والهلال في الرياض وبين الوحدة والاتفاق في مكة المكرمة تعتبر من أفضل البرامج التي تستخدم لتعزيز المواطنة ليس فقط في ظل الظروف التي يعيشها وطننا العربي، بل في كل الأوقات.
كم كان جميلاً توشح لاعبي الفريقين باللون الأخضر في بداية المباراة، وكم كان حضارياً امتزاج علم المملكة بأعلام الفريقين في مدرجات الملعب، وكم كان وطنياً ترديد النشيد الوطني للسعودية من جميع الموجودين في الملعب قبل بدء المباراة.
شخصياً أعتقد أن عزف السلام الملكي للسعودية في الملاعب وفي الصالات في بداية كل المباريات والمسابقات الرياضية عن طريق جهاز تسجيل من خلال مكبرات الصوت، يعتبر من أهم المظاهر الوطنية الحضارية، وواحداً من أفضل البرامج لتعزيزها لدى جميع فئات الشعب بمختلف ميوله وانتماءاته الرياضية.
أخيراً، أقول إننا لسنا بحاجة إلى منغصات سياسية خارجية لإظهار ولائنا ومواطنتنا ولحمتنا كشعب، لوطنه ومع وطنه وقيادته، بل يجب أن تكون مثل هذه الممارسات الوطنية من خلال الرياضة هي جزء لا يتجزأ من الحدث أو المحفل الرياضي الوطني.