|


فتحي سند
حلم المونديال
2008-09-19
لو لم يحقق المنتخب السعودي الفوز على نظيره الإماراتي بأبوظبي، لدخل في دوامة حسابات صعب الخروج منها، خاصة بعد التعادل مع إيران بالرياض.
الفوز السعودي جاء في التوقيت المناسب، والمكان أيضا، بمعنى أن ثلاث نقاط خارج الملعب من منافس قوي، عادلت ضياع نقطتين داخل الملعب.. أمام إيران طبعاً.
من يتطلع للعب في بطولات كبرى، عليه أن يفوز في المواقف الصعبة، وليس هناك أصعب من مواجهة جماهير المنافسين الطامحين هم الآخرون لتقدم الصفوف.
المنتخب السعودي ما زال أمامه الكثير لكي يتأهل لنهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا، وهو الذي لم يغب عن أضواء المونديال منذ أربع دورات، وأول ما يحتاجه هو المزيد من التفاهم بين لاعبيه الذين يقودهم ناصر الجوهر، وإذا كانت عناصر الخبرة متوافرة، بجانب الرغبة الأكيدة في الفوز هي التي تعوض أي شكل من أشكال القصور أو السلبيات، وبخاصة فيما يتعلق بثغرات أو خلل في الأداء الفردي.
والواقع.. أن الخبرة لعبت دوراً في مباراة مفترق الطرق بين السعودية والإمارات.. مفترق طرق لأن المنتخب الإماراتي كان بحاجة شديدة للثلاث نقاط حتى يعود للتواجد داخل المجموعة، ونفس الشيء للمنتخب السعودي حتى يعوض تعادله مع إيران.
وإذا كان الفوز قد جاء من نصيب الأخضر، فإن ما يمكن الإشارة إليه، هو أن المنتخب الإماراتي لم يكن محظوظاً.. وإنما فقط غير موفق، إذ كان استحواذه على الكرة أكثر بعض الشيء، ولكنه وقع في أخطاء دفاعية نتيجة سرعة ومهارة وخبرة معظم لاعبي المنتخب السعودي، الذين حافظوا على توازنهم العصبي والنفسي في الأوقات الحرجة.
الموقف أصبح شائكاً في المجموعة الثانية.. ومن محاسن الصدف كما يقولون أن يتعادل منتخبنا الكوريتين.. الشمالية والجنوبية 1ـ1 في شنغهاي الصينية، - بقرار من الفيفا – ليقف تقدم الشمالية عند 4 نقاط تضعها في المركز الأول مع الأخضر، بنفس رصيد الأهداف أيضا، فكلاهما أحرز ثلاثة أهداف، ودخل مرماه هدفان.. وكما هو معروف فإن المنتخب السعودي وكوريا الشمالية فازا على الإمارات بنفس النتيجة أيضا 2ـ1.
المهم. أن ترتيب جدول المجموعة بوضعه الحالي، وهو السعودية وكوريا الشمالية 4 نقاط، وكلا من إيران وكوريا الجنوبية نقطة واحدة من مباراة، ثم الإمارات بلا رصيد من مباراتين.. هذا الترتيب من الطبيعي أن يتغير ويتبدل، ولكن ليس لدرجة أن تقع مفاجآت شديدة تجعل الإطاحة بالمرشحين أو بالأسماء الشهيرة واردة.
على كل الأحوال.. الأقوى والأشرس في المباريات والمنافسات لم يظهر بعد، وأغلب الظن أن المشوار إلى جنوب أفريقيا لن يكون سهلا هذه المرة، وإذا كان الأخضر هو المرشح الأول في المجموعة الثانية، فإن الترشيحات وحدها لا تكفي.. ونفس الشيء في المجموعة الأولى التي كاد العنابي يتصدرها بـ6 نقاط، لولا (مطب) البحرين الذي أوقف المباراة بينهما عند التعادل 1ـ1.
حلم المونديال لا يراود الجميع، وإنما من يطمح فقط.