|


ماجد الحميدي
عجب عُجاب
2008-10-14
أطرب كثيرا حينما أقرأ أو أستمع لقصيدة الأمير عبد الرحمن بن مساعد (عجب عُجاب) بنبرته التهكمية الساخرة وهو يجمع المتناقضات ما بين الطبيب العبقري الملحد والأمير الكذاب وملايين البشر الذين يعبدون البقر، وليسمح لي الأمير الشاعر أن أضيف لقائمته واحدة: عجب عُجاب، دوري محترفين بدون جدول دور ثاني.
انقضت الجولة الخامسة من دوري المحترفين السعودي ولم يأت الإعلان بعد عن موعد انتهاء الدوري ومواعيد إقامة مباريات الدور الثاني ناهيك عن موعد إقامة كأس ولي العهد وكأس الأمير فيصل وبالطبع كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال الذي تتوقف بدايته على نهاية الدوري ومراكز الفرق فيه، أضف إلى ذلك أن الجدولة ما زالت تنسق على أساس نظام عقارب الساعة الذي أكل الدهر عليه وشرب والذي لا يطبق في أي من الدوريات العالمية وفي مقدمتها الإيطالي والإسباني والإنجليزي، توجهت بأسئلتي الحائرة إلى اثنين من أعضاء لجنة المسابقات لعلي أجد أجوبة شافية، كلاهما ذكر أن المشكلة الحقيقية وراء عدم الإعلان عن جدول الدور الثاني تكمن في دورة الخليج للمنتخبات والأندية والبطولة العربية للأندية التي لم تكن مواعيدها معروفة وقت وضع الجدول وأن الضغط الحاصل في الجدول هو أيضا بسبب استحقاقات المنتخب آسيويا في التصفيات المونديالية.
الحديث عن المشاركات العربية والخليجية التي لا تقع أساسا تحت مظلة (فيفا) يدعونا مجددا إلى محاولة الوقوف على إيجابيات وسلبيات كل منهما، لست ضد هذه المشاركات كمشاركات، ولكن بهذه الطريقة التي يمتد بها تأثيرهما إلى المنافسة المحلية فالأمر يتطلب إعادة نظر ومحاولة تقنين، ولعل رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام – وهو الخليجي - نفسه أكد على "عدم احترام" دورات كأس الخليج للروزنامة الدولية المتفق عليها بين الاتحاد الآسيوي والدولي وأن مواعيدها غير منتظمة وقائمة "بحسب الأهواء والأمزجة".
فإن كانت هذه الدورات – بحسب ابن همام – لا تحترم روزنامة الاتحاد الآسيوي ، فهل ننتظر منها احتراما للمنافسات الخليجية المحلية؟! ولكن، وحتى مع تذرع عضوي اللجنة بالاستحقاقات الخليجية والعربية، إلا أنني لا أجد في ذلك عذرا كافيا لتغييب جدول الدور الثاني حتى الآن خصوصا إذا ما علمنا أن الإمارات، وهي التي تعيش ظروفا مشابهة سواء من حيث المشاركات الخليجية أو العربية أو الآسيوية، قد أعلنت روزنامتها كاملة للدوري والكأس وبكافة تفاصيلها مع العلم أن إثارة وحجم الدوري الإماراتي فنيا وجماهيريا وإعلاميا لا تقارن بالدوري السعودي.
لا نقلل ولا نشكك أبدا في قدرات وإمكانيات أعضاء لجنة المسابقات إذا ما استثنينا عامل التفرغ في هذه اللجنة وباقي اللجان وهي القضية الأزلية لدينا، وأعتقد أن الوقت ما زال مبكرا لتقييم عمل هذه اللجنة التي لم يمض على تشكيلها أكثر من ثلاثة أشهر، ولكن الاختبار الحقيقي سيكون الموسم المقبل إن شاء الله.. إلى اللقاء.