|


ناصر السيف
بصمة من الذاكرة
2012-06-27

أعود مرة أخرى للكتابة عن رؤساء أندية المنطقة الوسطى فقد بدأت الحلقة الأولى بالمرحوم أبو عبدالله الصايغ رئيس الأهلي بالرياض سابقاً وهذه الحلقة عن المرحوم عبدالرحمن بن سعيد والذي ينتحب القلم بحسرة وتذرف الدموع الكلمات عند الحديث عنه، عن ابو مساعد قد يطول الحديث ولكن سوف اختصر أهم المحطات والأحداث التي مر بها خلال مشواره الرياضي والعملي فقد اسس ورأس نادي شباب الرياض لمدة عشر سنوات وذلك عام 1365 كما أسس نادي الأولمبي عام 1377هـ والذي تغير مسماه إلى نادي الهلال بأمر ملكي من الملك سعود رحمه الله وعانق الثريا عندما ترأس نادي الثغر بجدة (الاهلي بجده حالياً) لمدة سنتين عام 1374هـ وله مساهمات كثيرة مع جميع أندية المملكة من دعم مالي ومعنوي كما تقلد عدة مناصب في وزارة المعارف ورعاية الشباب وديوان مجلس الوزراء لفترات متعددة ويعد أبو مساعد رحمه الله أحد الرواد الأوائل الذين وضعو اللبنة الأولى لتأسيس الحركة الرياضية في المملكة ولعب دوراً بارزاً ومهماً في ذلك عندما كان المجتمع النجدي حين ذاك يتحفظ على شيء اسمه الكرة والرياضة وقد صارع وقاوم حتى بدأ هذا المجتمع يتقبل بعض الشيء للرياضة وقد اضطر إلى بيع منزله ليصرف على نادي الهلال واستمر مشواره الرياضي حتى حقق اهدافه وما يريده. عرف عن أبو مساعد رحمه الله بعده عن الاضواء حتى أنه رفض تكريمه وقال في إحدى مقابلاته أن تكريمه هو تأسيس نادي الهلال وهذا يكفيه كما يتمتع بعلاقات مميزة مع جميع رؤساء الأندية بالمملكة ولم يدخل في صراعات أو عداوات مع أحد بل كان محبوباً من الجميع في حياته ويوجد له مزرعة في العمارية كان في حياته يقصدها كل نهاية اسبوع للنزهة ويجتمع مع اخوانه الرياضيين للسمر والنقاش في أمور الرياضة وشجونها ثم يكرمهم كما هي عادته، واتذكر أن أول مقر لنادي الهلال إن لم تخني الذاكرة كان في شارع الظهيره ثم بعد ذلك في أول شارع العصارات ثم استقر به المقام في ضاحية العريجاء غرب الرياض كان لي موقف معه يرحمه الله وذلك في منتصف الثمانينات الهجريه عندما اشيع أن هناك فترة حرة لتنقل اللاعبين البارزين والمميزين إلى أنديتهم وأتذكر أن الأستاذ عبدالرحمن السماري أجرى معي مقابلة في مجلة اليمامة وبعدها أخبرني أن أبو مساعد رحمه الله يريد مقابلتي ويكون في مقر النادي في شارع الظهيره وذلك عام 1386هـ بعد يومين ذهبت إلى مقر نادي الهلال بعد صلاة العشاء وقابلت أبو مساعد رحمه الله لأول مرة ووجدت الرجل خلوقاً بشوشاً طيباً ذو خلفية رياضية ملمة ومن خلال حديثه معي الذي أكد فيه أن مبارك الناصر سوف يسجل للهلال ونريدك معه وأضاف اللاعب يأتي يوم وينتهي مشواره الرياضي فلذا يجب أن تؤمن مستقبلك قبل أن يأتي ذلك اليوم، رحبت بالفكرة فالكل يتمنى أن يلعب لفريق الهلال صاحب الأمجاد الرياضية والكثافة الجماهيرية مع تأمين مستقبلي لكني أخبرته أن نادي النصر قد عرض علي الانتقال إليه فرد قائلاً إذا أعطاك النصر مبلغا معينا فسوف نعطيك أضعافه، خرجت من عنده بانطباع أن الرجل يتمتع بأخلاق طيبة ويقدر ويحتفي بمن يزوره كما أدهشني ما يتمتع به من خلفية رياضية تجبرك على احترامه، بعد مدة ألغبت الفترة الحرة ولم أتمكن من تحقيق حلمي وتأمين مستقبلي واللعب للنادي الجماهيري الهلال، مهما تكلمت عن أبو مساعد رحمه الله فسوف يطول الكلام ولن أوفيه وأعطيه ما يستحقه فكان طوال حياته الوظيفية في عدة مرافق للدولة مخلصاً وفياً نزيهاً كاتماً لأسرار عمله حتى تقاعد. في الختام الدعوات الصادقة لأبي مساعد بالمغفرة والرحمة وأن يسكنه فسيح جناته. وإلى اللقاء..