|


عدنان جستنية
عيش المونديال "أفضل" من روسيا
2018-07-05
ـ لست مبالغاً إن قلت عقب عودتي من روسيا واصفاً ما لمسته من معايشة يومية لبطولة كأس العالم المقامة حالياً هناك، متابعاً لحظة بلحظة أجواء مونديالية تقام في مدينة جدة بمسمى "عيش المونديال"، تشرف عليه هيئة الرياضة بأنني عشتها هنا أفضل بكثير من أثناء معايشتي لقليل جداً من مباريات هذه البطولة، ولو علمت مسبقاً بهذه الأجواء الجميلة "الشبابية" المتوفرة" لما فكرت بالسفر.

ـ رب قائل يقول هناك فرق شاسع بين وجودك جسدياً وبكل حواسك في موقع الحدث وتواجدك كمشاهد تلفزيوني مهما كانت مساحة الشاشة، وفي كلامك هذا عدم تقدير لدعوة هيئة الرياضة لك ولبقية زملائك الإعلاميين كـ"ضيوف شرف" تكريماً وتقديراً لـ"حملة الكلمة".

ـ لست بناكر أو نادم على رحلة عمر ستبقى جزءًا من ذكريات "صحفي" خرج بحصيلة من الخبرة "المكانية" و"التجربة" المثيرة، ولكن "الفرق" الذي أعنيه بين الحالتين أنني عشت مونديال روسيا عن طريق تواجدي بمباريات منتخبنا فقط، بينما بقية المباريات الوقت والمكان لا يسمحان لك بالتواجد في موقع الحدث حتى مشاهدتها تلفزيونياً تجد نفسك مثل "الأطرش في الزفّة" بسب لغة روسية "مشفرة" حصرياً "مفروض" عليك أن تقبل بها وبكلام لا تعرف منه إلا صرخة "قووووووول".

ـ تجربتي في"عيش المونديال" بمدينة جدة تعتبر "مختلفة"؛ فأنا أشاهد كل المباريات وبمكان "مكيف" ومرتاح و"مخدوم" مجاناً من قبل كفاءات سعودية "شباب وشابات"، الابتسامة لا تفارق وجوههم من لحظة قدومك في "المواقف" وإلى المقعد الذي تجلس فيه، ومن خلال "تنظيم" مبهر جداً وأجواء "فرايحية"، وكأنك في "كرنفال" أشبه إلى حد كبير باحتفالنا بـ"العيد" أيّام زمان.

ـ عيش المونديال إن كان في روسيا هناك فعاليات تستمتع بها في الساحة الحمراء لجماهير تشجع منتخبات بلادها؛ ففي جدة تعيش مظاهر" حية وكأنك في الملعب وتراها في برامج "ترفيهية" خفيفة تقدمها شركات "عالمية" متخصصة" وملاهٍ للأطفال وألعاب رياضية للشباب يقضون وقتاً ممتعاً فيها روح المنافسة" والنشاط الرياضي، ومطاعم صغيرة فيها من الباعة بنين وبنات يقدمون ما لذ وطاب من أكلات ومشروبات خفيفة ومنهم من "يتفنن" في صناعة بعض الأطعمة.

ـ سعدت كثيراً بهذه الأجواء المونديالية وسعادتي أكثر بأن بلادي بدأت تدخل "انفتاحا" لم يخل بعاداتنا وتقاليدنا، إنما ساهم في تنميتها وكشف لنا في نفس الوقت أن أبناءنا وبناتنا قادرون على مواكبة الدول "المتقدمة" في تنظيم مهرجانات "سعودية" على مستوى عالٍ جداً.

ـ في الختام شكراً وألف مبروك لهيئة الرياضة ورئيسها على هذا الفكر وعطاء شباب ينبض بالحياة والإبداع.