|


بدر السعيد
مباسطنا.. ومتاجرهم..!
2018-07-29
في صيف 2009 كنت في مهمة عمل لمدينة "بلغراد" العاصمة الصربية العتيقة.. قادتنا خطواتنا أنا وبعض الزملاء إلى متجر نادي "RED STAR".. كانت تلك الزيارة فرصة سانحة وسبباً في تعرفنا على جزء مهم من تاريخ النادي الصربي، إذ كان المتجر مجهزًا بأسلوب يتيح للزائر أن يتعرف على تاريخ ومنجزات النادي ورموزه والتقاط الصور أمام منصات التصوير والمجسمات الرمزية.. وبالطبع لم نغادر ذلك المتجر قبل أن نشتري بعض المنتجات التي راقت لنا..

كان دافعي الأول للشراء هو الاقتناء وليس الاستخدام.. وهذا يعني بالضرورة أن عدداً من مقتنيات ومنتجات وشعار "النجم الأحمر الصربي" قد وصلت إلى أكثر من منزل ومكتب في الرياض ومكة والقصيم، حيث أعيش أنا وزملائي.. خرجت من المتجر سعيداً بزيارته ومنزعجاً حين قارنته بما لدينا.. هذا إذا كان لدينا أصلاً متاجر رياضية بذات المضمون!

نقترب من منتصف العام 2018 ونحن في ذات المربع الاستثماري الضيق.. تلوح الفرصة تلو الأخرى فلا ننتهزها.. تتقدم تقنية وأساليب التسويق والاستثمار الرياضي على مستوى العالم؛ فنكتفي بتسجيل الإعجاب تجاهها.. تنتقل أندية العالم في قفزات نحو تطوير متاجرها فنتسابق على الشراء والإطراء.. لا تحرك فينا ساكناً ولا تسكّن متحركاً.

وعلى الرغم من بدء "بعض" أنديتنا في هذا المجال، إلا أن حضورها لا يزال خجولاً وغير واثق في مسرح مليء بالمعجبين والنقّاد. حضور غير متزن شكلاً ومضموناً.. فبعضهم لديه متجره الذي لا يرتقي للمطلوب كماً وكيفاً.. ولم يصل إلى المزيج التسويقي المثالي في الموقع والتوزيع وطبيعة المنتجات والتسعيرة وأسلوب الترويج. أما "بعضهم" الآخر فلم يكلف نفسه طرق هذا الباب أساساً!

أشاهد تجاربنا وأقارنها بغيرها؛ فأجد نفسي في مقارنة ظالمة بين مبسط شعبي على الرصيف أمام متجر لماركة عالمية.. والمقارنة هنا أشمل بكثير من شكل ظاهري فحسب.. فعلاوة على العوائد المادية لها فإن المتاجر هي أحد أهم أدوات الترويج وغرس الهوية.. وتعزيز الولاء والانتماء.. ونشر الرمزية التاريخية والشكل التجاري لهوية رياضية مكبلة في الملعب ووسائل التواصل!

كتبت مساء الجمعة تحت هاشتاق #متاجر_أنديتنا.. واليوم أخصص مقالي لذات الشأن.. وسأستكمل الكتابة في هذا الموضوع المهم لعل وعسى.. فمجرد وصول شعار "النجم الأحمر" الصربي إلى "حي البديعة" بالرياض، هو في حد ذاته كفيل بإشعال الفكرة والحديث عنها!

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.