|


أحمد الحامد⁩
هناك من يبحث عنك
2018-07-29
لا أعلم ما هو "مودك"، وأنا أتحدث معك الآن، وكل ما أريده منك هو أخذ "هدنة" مع مودك، إن لم يكن في أفضل أحواله، هل تعلم من أنا؟ انظر إليّ جيداً.. ألا تذّكرك ملامحي بأحد ما.. ؟ لم تتذكرني..! لا ألومك على النسيان، جميعنا ننسى يا صديقي، النسيان نعمة في بعض الأحيان، لكنه خسارة كبرى في أحيان أخرى، شخصياً لم أنزعج من غيابك الطويل.. اعتدت على ذلك؛ فعمري الآن تجاوز الألف عام ومع كل جيل يحدث لي مع بعض الأشخاص ما يحدث معك الآن.

حسناً.. هل تتذكر مقاعد الدراسة.. بماذا كنت تنشغل دائماً متناسياً شرح المدرس، بينما أنت منشعل في عالم آخر، كنت أحب كل مكان تأخذني إليه.. تنبأت لك بمستقبل باهر، لقد أعجبت كثيراً بثراء الأمكنة التي كنت تنتقيها، حتى وأنت في أفضل حالاتك وتحقق الإنجازات كنت أرى أيضًا تواضعك مع الناس، حتى مساعدتك لهم كانت بكل تواضع منك، هل تذكرتني؟ أنا من كنت تنشغل به.. ألم تتذكرني؟ حسناً يبدو أنت قسوت على ذاكرتك.. سأحاول أن أبحث عن تاريخ أقرب، هل تذكر عندما كنت تمشي وحيدًا في طريق ما.. من كان رفيقك في الطريق عندما كنت تلعب الكرة وتسجل الأهداف في المباريات التي لم تسجل بها هدفاً.. كنت أضحك كثيرًا عندما تحتفل احتفالاً غريباً بعد تسجيلك للهدف، حتى مشاعرك تجاه حبيبتك التي لا تعرفها.. كانت نبيلة جداً وبها من الذكاء ما يوازي البراءة.. كنت عاشقاً فذاً.. هل وجدت لهيامك حبيبة؟.. هل تذكرتني؟ كنت أنا رفيقك في ذاك الطريق!

يا صديقي.. ماذا؟.. لا عليك سأحاول مرة أخرى ولا ألومك على نسيانك، لقد تركتني منذ فترة طويلة جداً، لقد تغيرت يا صديقي.. أستطيع أن أرى ذلك في ملامح وجهك وعدم اهتمامك بما أقوله لك، لم تعد ذلك المنطلق الحيوي الذي يملأ المكان طاقة صاخبة ولم تعد تأخذني إلى كل مكان، ما زلت أذكر وصفك لمشاعرك.. كان دائماً رائعًا ويعبر عن إنسان رقيق ونبيل حالم، أستطيع في هذه اللحظة أن أرى كل ما هو ثقيل بداخلك، يبدو أنه هو ما منعك عني.. وهذا خطؤك الكبير الذي ارتكبته، لا تنسى زيارتي دائماً.. ولولا محبتي لك لما أتيت أبحث عنك؛ لذلك لا تتخلَّ عني مهما حصل، لا تتخلَّ عن خيالك!