|


أحمد الحامد
أنتوني كوين 3
2018-08-16
قدم أنتوني كوين في بداياته بعض المشاهد في عدة أفلام، لكنها لم تعلن عن ولادة ممثل جيد لصغر مساحتها، كوين يعتبر أن ولادته الحقيقية جاءت عبر المسرح أولاً، حيث المواجهة مع الجمهور وجهاً لوجه، كان عمره لم يتجاوز 18 عاماً والدور الذي يجب أن يقوم به على خشبة المسرح عن شخصية عمرها 65 عامًا.

هذا الدور كان من المفترض أن يقوم به الممثل الشهير جون باريمور، لكنه لم يستطع القيام به لارتباطاته الفنية الأخرى، يقول أنتوني: “بعد أدائي للشخصية في العرض الأول للمسرحية، هنأني عدد كبير من فناني هوليوود الذين شاهدوني لأول مرة، وعندما عدت إلى غرفتي وأزلت المكياج عن وجهي سمعت طرقات على الباب لأجد أمامي الممثل الكبير جون باريمور، دخل إلى الغرفة ونظر إليّ ثم قال أين والدك؟ وأجبته لقد توفي والدي يا سيدي، ولم أفهم سر سؤاله عن أبي، لكنه قال: إذن من صاحب هذه الغرفة؟ فقلت إنها غرفتي.. وسأل: إذن من الذي كان يمثل دور العجوز في المسرحية؟ وأجبت أنا يا سيدي، فنظر إلي بدقة ثم قال: يا إلهي إنك غلام صغير.. وسادت فترة من الصمت.. انتهت بأن قال: عليك اللعنة! وعلمت بعد ذلك أن هذه الكلمات عندما يقولها جون باريمور فإنها تعني التهنئة والإعجاب والمدح.

من هنا انطلق أنتوني كوين ليشكل أسطورته المتفردة التي تشبهه وحده، لا شك أن بجانب هذه الموهبة ظروفًا صعبة كانت دافعاً له حتى يجد نفسه وسط هذا العالم.

مما ذكره أنتوني كوين أنه بعد عرض فيلم “فيفا زاباتا” الذي قام فيه بدور أحد زعماء الثوار المكسيكيين، زاره وفد من المكسيك وطلبوا منه أن يكون قائدهم، مقتنعين بأنه الزعيم الذي ينتظرونه لقيادتهم.

أنتوني كوين هو رسام أيضاً وعرضت أعماله في الكثير من أنحاء العالم، يقول عن ذلك: لي أسلوب محدد بمعنى الجمود، وأنا أحياناً أرسم كهندي وفي أحيان أخرى كمكسيكي، وبعد ذلك كإفريقي ، وأعترف بأني سرقت من الآخرين، من بيكاسو ومودبلياني ودافينشي، وجميع هؤلاء سرقوا من أساتذة آخرين ومن حضارات أخرى، وهناك مثل يقول: إن الموهبة الكبيرة تسرق.. والموهبة الصغيرة تقترض.