|


طلال الحمود
دنيا دوارة
2018-09-29
لم يكن أكثر أنصار الاتحاد تشاؤمًا يتوقع أن يحتل الفريق المرتبة الأخيرة في لائحة ترتيب الدوري السعودي، بعد سنوات طويلة كان ترتيبه يتأرجح فيها بين الأول والثاني، وما زاد الطين بلة أن الأندية الصاعدة أصبحت تأتي إلى جدة بحثًا عن الثلاث نقاط من فم الأسد “العجوز” الذي بات هدفًا حتى في عرينه.
تهكم الاتحاديون طويلًا على الوحدة الغائب عن الواجهة منذ الستينيات، وتندروا على عبارة “ديربي” التي تقال قبل مباريات الفريقين، وخلال الأسبوع الماضي جاء الوحدة إلى جدة مدعومًا بلاعبي الخبرة من المحليين والأجانب، بحثًا عن الفوز بعيدًا عن هوية الفريق المنافس؛ ما جعل الاتحاد يصطدم برغبة الضيوف بحصد نقاط المباراة قبل أن يتعرض لهجمات شرسة من لاعبي الوحدة الذي لم يكن أكثرهم يعلم شيئًا عن الاتحاد، باستثناء أنه صاحب المركز الأخير!.
كان الوحدة يخسر بخمسة أو حتى ثمانية أهداف حين يلاقي الاتحاد، وربما يتغير الحال في السنوات المقبلة ليخسر “العميد” بنتائج تفوق الخسارة بالخمسة التي باتت عادة اتحادية في السنوات الأخيرة، خاصة بعدما بلغ “التخريب” ذروته بفعل الحرب الضروس التي دارت رحاها بين معسكري “العتاريس” و”المطانيخ”.. لن يكون الاتحاد في مأمن من التغييرات الكبيرة التي طرأت على كرة القدم السعودية؛ لأن هذه التغييرات ستعصف ببعض الأندية وتصعد بأندية أخرى، وغالبًا سيتعرض الاتحاد إلى مصاعب كبيرة قبل أن يعود إلى الواجهة.
الاتحاديون ما زالوا يرددون أن المشكلة مؤقتة وسببها كان الإخفاق في تعاقدات اللاعبين الأجانب، والحقيقة أن الأزمة ذات أبعاد لا يفيد في حلها التعاقد مع سبعة لاعبين، خاصة أن الاتحاد بات يفقد تقاليده العريقة التي كانت تظهر في الإصرار والتحدي، فضلًا عن تميّز هذا النادي تحديدًا بصنع أفضل وأقوى المدافعين على مستوى القارة الآسيوية؛ ما يعني أن الاهتمام باللاعبين الأجانب وإحلالهم في مكان شبان الاتحاد سيعمّق المشكلة ويجعلها أزمة مستوطنة.
من السهل إجراء التعاقدات الموسمية وتغيير جلد الفريق سنويًّا، لكنه لن يحل مشكلة الاتحاد المترنح منذ سنوات.. ليس شرطًا أن يخوض الاتحاد مبارياته بسبعة لاعبين أجانب، طالمًا أن مستوى أحدهم أقل من أبناء النادي الجالسين على مقاعد البدلاء، ويبقى القول إن ما يصلح لبقية الأندية ربما لا يصلح للاتحاد صاحبة التركيبة الفنية والمعنوية والجماهيرية الخاصة.