|


فهد بن علي
صراع مع الفن
2018-10-03
بالتأكيد ليس دور هيئة الثقافة اختيار "الفيلتر المناسب" ووضع قدح قهوة بجوار كتاب ما، ثم تلتقط الهيئة صورة لتحاول الفوز بانبهارنا، بل إن دورها معني بالفن الإنساني، الفن الذي يعد عنصرًا أولًا لتنبيه يقظتنا الجمالية.
فالقهوة والشاي، والمنبّهات المزاجية، ليست إلا محاولة فاشلة لأن يصبحوا فنّاً، وللأمانة كادوا ينجحون. إن "هيئة الترفيه" اكترثت بالفنون الغنائية، وكما تعلمون أن الغناء فن سمعي فقط وحالما تسأل عن الفنون البصرية، تدخل في غياهب العتمة دون يدٍ تدلك نحو الإجابة، فهل من المعقول أن مدينة مثل الرياض لا تنتشر فيها المعارض الفنية/ البصرية مثلما تنتشر في أصغر مدن أمريكا؟، في الرياض لقد وجدت السينما وحضر الفيلم، أتت الحفلات الغنائية وغنى محمد عبده بصوته الرخيم، لكن غابت اللوحة ولم تُعرض لوحات لـ "عثمان الخزيّم"، ولم يستمع أحد لمصير روايات "عبده خال"، أظن ظناً أقرب إلى التأكيد أن الارتقاء بالإنسان ذائقياً ضرورة قسوة للجهات والمؤسسات الحكومية لكونه ينعكس تماماً على وعي الإنسان تجاه نفسه وتجاه هذا العالم، فالفن هو الوسيلة الأخيرة للنجاة. نحن المواطنين لدينا أيدٍ للتصفيق وللرسم وللكتابة ونملك أفواهًا للغناء، لكن خلق بيئة فنّية وبناء مسرح أو إنشاء معرض فني هي أشياء تعد عجزاً دائمًا لدينا. من ناحية أخرى أنّي أخلط عمدًا بين دور هيئتي الترفيه والثقافة، ما دام أن هيئة الترفيه دسّت "الغناء" تحت جلبابها، فما مصير باقي الفنون؟! وتعود لأبوّة هيئة الترفيه أم هيئة الثقافة، ثم إن النصوص الأدبية السيئة التي ينشرها الفتية الباحثون عن ثقة في أنفسهم عبر رؤية نسخ من كتبهم تستريح في رفوف المكتبات، أتمنى فعلياً أن يعمل ناقد فنّي في إحدى الجهتين كي يتلف الكتب المتكلّفة بلغتها، ويمزّق ألحان الأغاني الرخوية بحجة أنهما يفسدان ماديًا وفنّيًا في أن يتم تكديس المال على أعمال رخيصة. إني أنتظر مثل غيري من هيئة الثقافة عن خبر غير عاجل لا يكون عبر شريط إخباري بلون أحمر أسفل قناة إخبارية، بل في الحياة اليومية وعلى الشارع تُفتح معارض فنية، ولا ضير لأن تحاول تؤكد هيئة الثقافة وجودها أن تخلق جوائز لمجالات فنية مثل: "الرواية والقصة القصيرة والشعر والنقد أسوة بما تفعله جائزة الشارقة للإبداع العربي.