|


سعد المهدي
نحن لا نكذب لكن نجهل
2018-10-08
يهمني بقاء المدرب مع ناديه أطول فترة ممكنة، لا بد أن يتم التعامل مع المدرب بمفهوم الشريك الحقيقي، وليس الموظف، المسألة هنا ليس من أجل أن الأندية الكبيرة في العالم تفعل ذلك فقط. ولكن لأننا أيضًا نتفنن في فعل عكسه بشكل مبالغ فيه!
مدرب ريال مدريد لوبيتيجي يسهل الأمر عند إجابته عن سبب إخفاق لاعبيه في هز شباك الخصوم، خلال آخر ثلاث مباريات في كل المسابقات: "عندما لا تأتي الأهداف يجب مواصلة المحاولة وصناعة الفرص والتحلي بدقه أكبر"، ويواصل: "سيعود الفريق إلى التسجيل وإلى طريق الانتصارات".
لماذا تكون إجابة لوبيتيجي على هذا النحو؟ أظن أن الأمر يرجع إلى معرفته بدوره، وإلى أن ناديه والجمهور يعرف كذلك أنه أحد الشركاء وليس المتهمين، هذا ما كنت أقصده، فما لم يكن المدرب يتمتع بهذا الإحساس صدقًا، فسيكون جسمًا غريبًا في منظومة العمل، وانتزاعه مسألة وقت، ماذا لو كان لوبيتيجي يدرب أحد أنديتنا وانضم له بعد مدرب ناجح مثل زين الدين زيدان وقد حقق مع بطولة القارة، وبدأ بهذه البداية المخيبة.. هل يمكن له أن يبقى ولو ليوم واحد؟
عندما نطالب جميعنا بالصبر على المدربين أو بمعنى أدق إعطائهم كامل الفرصة للعمل، ومن ثم يتم التقييم بحسب النتائج، نحن لا نكذب ولكن نجهل كيف يكون الصبر، وما شكل ومدة الفرصة، وأي النتائج التي يتم تقييمها، ومن يستطيع أن يقوم بهذا الدور؟ هذه أسئلة لا نجيب عنها، بل لا نطرحها على بعضنا أكثر من تجاذبنا حول: هل هذا المدرب يمكن له أن يبقى أم عليه أن يرحل؟ أما أسباب الحالين فهي لا تعتمد إلا على الكلام وصداه.
النجم الإيطالي أندريا بيرلو يقول في كتابه "أندريا بيرلو"، إنه في حين كان الجميع يجري وراء إبراهيموفيتش كلّف جوارديولا أحد أصدقاء طفولتي لأداء دور العميل السري من أجل أن يجمعني به ليقول لي "نحن نريدك هنا في برشلونة أندريا"، وظل يتحدث لنصف ساعة وأنا صامت "أبطالنا صنع محلي، لكنك ستكون حالة خاصة".
أريد أن أكمل ما قاله بيب لبيرلو لأن فيه القصد من هذا الطرح: "عليك القبول بالعرض أندريا، إني أحب كثيرًا طريقة لعبك، ومن دواعي سروري أن أكون مدربًا لك"، إذا لم يتمتع المدرب بالشراكة الحقيقية عمليًّا فلن يختار العناصر التي تحقق الانتصارات، لن يصل إليها إن كان مجرد موظف فقط!