|


نبيه ساعاتي
كان نجما وهوى
2019-07-31
يقول المولى عز وجل في محكم كتابه: ﴿اللهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ﴾ (الرُّوم:54).
هذه هي سنة الله في خلقه، حيث تبدأ رحلة حياة الإنسان بضعف ثم قوة ثم ضعف مقرون بشيب، وتلك هي خلاصة النظرية الهرمية بداية ثم قمة فانهيار، وذلك ما ينطبق على كل المخلوقات بما فيها الإنسان في كافة أنشطة حياته، ومنها النشاط الرياضي لاعب مبتدئ فنجم فتراجع واعتزال.
وفي هذا السياق اللاعب بصفة عامة لا يقر ولا يعترف إطلاقًا بأنه لم يعد قادرًا على العطاء، وأن وقت الرحيل قد أزف، ويعزز هذا الشعور لديه بعض الإعلاميين والمقربين منه الذين لا يرغبون في خسارة العلاقة الوطيدة التي تربطهم به، فتجدهم يوجدون له كل أعذار إخفاقاته بسبب تقدم السن، ويركلون بها على غيره من مدرب أو حكم أو لاعبين، ولكن سرعان ما ينكشف هذا اللاعب مع مرور الوقت ويصبح نكرة غير مرغوب فيه فيجد نفسه خارج أسوار النادي.
والحديث ليس مقتصرًا على ملاعبنا فحسب، وإنما تجده أيضًا في الملاعب العالمية، فعلى سبيل المثال ريال مدريد بات يمنى بهزائم متتالية آخرها أمام توتنهام وقبلها السباعية الفاجعة أمام أتلتيكو مدريد والسبب الجلي وغير المعلن راموس الذي بات ثغرة واضحة في خط دفاع الريال.
ومحليًّا ناصر الشمراني وهو أحد أبرز هدافي الدوري السعودي عبر التاريخ بات لاعبًا غير مرغوب فيه بعدما أخذ جولة في العديد من الأندية كان آخرها الاتحاد الذي أعلن رسميًّا عدم رغبته في استمرار اللاعب، وعبد الغني سيلاقي نفس المصير، والشلهوب لا يزال يصر على الاستمرار، رغم أنني كنت أتمنى وهو صاحب رصيد كبير من الحب لدى الجماهير الرياضية بمختلف ميولها أن يغادر والجماهير تهتف له بدلاً من أن تهتف ضده، وفي الاتحاد أيضًا الأخبار المضحكة المبكية تقول إن إيقاف نور أوشك على الانتهاء، وأنه يتأهب للعودة إلى خارطة الفريق الاتحادي.
والسهلاوي آثر مواصلة الركض بدلاً من أن يعلن اعتزاله في النصر واستقر به الحال في الشباب الذي أبرم صفقات جيدة في بداية مرحلة الإعدادات، ثم ما لبث أن تراجع وبدأ في انتهاج سياسة الترقيع.
من أعماق قلبي أتمنى التوفيق للسهلاوي وباقي العواجيز من لاعبينا، ولكن أقولها بصراحة: لكل بداية نهاية.