|


عدنان جستنية
محمد بن سلمان الحلم والمعجزة
2019-08-23
ما أكثر الأحلام التي تراودنا في المنام، ونتمنى لو أنها حقيقة، وليست مجرد أضغاث أحلام، داهمت خيالنا، وخرجت دون أن تستأذن منا، لتتحوَّل تلقائيًّا إلى مفقودٍ في عالم النسيان.
ـ وكم من أحلام يقظةٍ، داعبتنا، وبادلناها شعورًا متفائلًا مع واقع حياتنا، ومستقبلًا مشرقًا نحاكيه. جزءٌ منه تتحكَّم فيه "إرادتنا" كأفراد، وقدراتنا بما منَّه الله على هذا البلد وعلينا من نِعمٍ، نحفر الصخر، ونقدم التضحيات لتصبح "واقعًا" ملموسًا ومشهودًا، وقد تحوَّلت أحلامنا إلى إنجاز ننتفع به، وننفع به مَن حولنا.
ـ كما أن هناك من أحلام اليقظة التي لا تخصنا لوحدنا فحسب، بل وتشمل وطنًا بأكمله ومجتمعًا بأسره، نعيش فيه. كان "المستحيل" يمنعنا من الاستغراق طويلًا في هذا النوع من الأحلام التي لا تدخل ضمن مسؤولياتنا المحدودة، وتخصصاتٍ هناك مَن يمتلك كل المقدرة لمعرفة كيفية التعامل معها ليجعلها في عالم "الممكن" قاطعًا ذلك المستحيل القاتل لأحلام وطن ومواطن.
ـ محمد بن سلمان ولي العهد، لو قمنا بجولة تفقدية لأحلامٍ زارتنا في المنام، أو أشغلت طموحاتنا في عالم اليقظة الفسيح، هل كان هذا الأمير الشاب بكل هذه التحولات الجذرية والإنجازات والقفزات التي شهدتها بلادنا في فترة زمنية قصيرة جدًّا من بين تلك الأحلام التي كنا نحلم بها في منامنا، أو طافت خيالنا الواسع في صحونا؟
ـ من حقي أن أتحدث عن نفسي وليس باسم كل مَن عاش ويعيش على تراب وطننا الغالي، لكنَّ المنطق يفرض علينا كأفراد ومجتمع أن نصول ونجول في أحلام وردية "مشتركة"، لابد أننا كنا نحلم بها والأمل يطاردنا بأنها في يوم من الأيام سترى النور، لكنَّ هذا المنطق هو مَن سيتحدث باسم الجميع، بأن الأمير محمد بن سلمان هو "المعجزة" التي وهبها الله لهذه الأمة في الوقت المناسب، و"تجاوزت" كل أحلامنا صغيرها وكبيرها. إنه "المستحيل" الذي لم يخطر في بالنا، أو فكَّرنا فيه.
ـ مساحة المقال تدعوني إلى "الاختصار" والاكتفاء فقط بما يخص المجال الرياضي بأن أقدم نماذج حية لفكر ورؤية هذا الأمير الشاب في مَن أحسن اختيارهم "تركي آل الشيخ، والأمير عبد العزيز بن تركي" بأن يكون لهما دور مهم في توجيه رسالة إلى شباب هذا البلد ذكورًا وإناثًا، أن هناك أجيالًا "سُلب" حقها في أن تحلم بسبب فكر "متطرف" وعقليات "متحجرة"، لكنَّ محمد بن سلمان كان يمارس هذا الحق الذي يمثل جيله اليوم وكل الأجيال المقبلة، فاحلموا بـ "المعجزات" لتكونوا مثله "معجزة" من معجزات العصر.