|


عيد الثقيل
مركز التحكيم والثقة المفقودة
2022-11-17
غريب أمر بعض الجماهير الرياضية، وحتى بعض المنتسبين للإعلام الرياضي، في تعاطيهم مع القضايا الرياضية، خاصة حين تختلف نظرتهم تجاه قضية واحدة بين ليلة وضحاها، وأقرب مثال واضح لذلك ما حدث بين استدعاء فهد المولد لصفوف المنتخب، وبين استبعاده من القائمة النهائية للمونديال أخيرًا.
حين تم استدعاء المولد من قبل السيد هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، اعترض الكثيرون على ضم اللاعب، بحجة انقطاعه عن الكرة لمدة 4 أشهر، بسبب الإيقاف من لجنة المنشطات، وحين استُبعد أخيرًا، وتم استبداله بنواف العابد، تعاطف الكثير من هؤلاء معه.
حزين على ما حدث للمولد، ولم أكن معترضًا على استدعائه، فوجهة نظري ما زالت أن الفرنسي رينارد أثبت بنجاحاته، ومعرفته للاعبين السعوديين على مدار ثلاث سنوات، أن اختياراته ونظرته الفنية هي الأصح من الكثير، كيف لا وهو الذي فجر طاقات الكثير من اللاعبين، وحولهم من احتياطيين في أنديتهم إلى ركائز أساسية، لكني في الوقت ذاته مع بيان الاتحاد السعودي لكرة القدم، والذي ذكر فيه نصًا أنه بناء على المستجدات، التي حصلت في قضية اللاعب بعد إعلان القائمة، وبالتشاور مع محامي الاتحاد، تم إبلاغ المدرب، الذي قرر استبعاده.
المولد يعلم علم اليقين مدى قناعة المدرب الفرنسي والمسؤولين في المنتخب بإمكانياته، وهم من واجه سهام المنتقدين لاستدعائه بشجاعة، ودون الالتفات لنظرة الكثير من الجماهير الرياضية والإعلام الرياضي السلبية، لذلك أثق تمامًا في قدرة فهد المولد، بالإضافة لخبرته الطويلة، وثقته في نفسه، بتجاوز هذا الأمر سريعًا، وعدم تأثيره على مستقبله.
الأمر الأهم بالنسبة لي، في قضية استبعاد فهد المولد، هو فقدان الثقة في مركز التحكيم الرياضي، الذي سمح بعودة المولد للملاعب، والاكتفاء بأربعة أشهر فقط، والذي وصل حتى لاتحاد القدم.
في السابق، كنا نجد العذر للمركز، حين فقدت الثقة فيه من قبل الكثير من الجمهور والإعلام الرياضي، بسبب تعاطيه مع العديد من القضايا، مثل قضية حمد الله، وكنو، وقبلها قضية الجمهور الاتحادي، ونبرر له بأن الميول هي من تتحكم في تلك النظرة لقراراته، لكن أن يصل الأمر لأن يفقد اتحاد القدم الثقة فيه وفي قراراته، ونحن نعلم اعتراض اتحاد القدم قبل ذلك على قرار تعليق عقوبة حمد الله، واستئناف ناديه الاتحاد، فذلك مؤشر خطير جدًا تجاه هذا المركز، يوجب تدخل أعلى سلطة رياضية في هذا البلد، لإصلاح حاله، وإعاد الثقة فيه، كمرجع قانوني أخير لكل النزاعات الرياضية في السعودية.