الرياضية ترصد مشوار المنتخبات المشاركة في نهائيات كأس آسيا للشباب (1-2)

يتجدد الصراع على زعامة الكرة الآسيوية بين الحين والآخر ولكن هذه المرة سيكون على أشده بين المنتخبات الأمل من خلال التصفيات النهائية لكأس آسيا للشباب التي تستضيفها السعودية بالمنطقة الشرقية وتنطلق منافساتها الجمعة المقبل (31 من الشهر الجاري) بعد وصول 16 منتخبا هي الصفوة على مستوى القارة في هذه البطولة ومما يزيدها حدة في التنافس حلم الوصول إلى نهائيات كأس العالم للشباب التي ستقام في مصر 2009م.
ولم يكن وصول تلك المنتخبات إلى المرحلة النهائية مفروشا بالورود بل جاء بعد تحضيرات مكثفة ومعسكرات قوية ومن هنا تسلط "الرياضية" الضوء على مشوار تلك الفرق التي قسمت إلى أربع مجموعات وكيفية تحضيره واستعداداتها لخوض غمار النهائيات من خلال هذا التقرير:
المجموعة الأولى
ضمت المجموعة الأولى منتخبات (السعودية ـ اليابان ـ إيران ـ اليمن) حيث قطع المنتخب السعودي الكروي لدرجة الشباب مستضيف نهائيات كأس الأمم الآسيوية تحت 19 سنة شوطاً كبيراً من تحضيراته المستمرة من خلال سلسلة المعسكرات الطويلة التي أقامها في الفترة الماضية وتجاوزت 13 شهرا تنوعت ما بين داخلية وخارجية والتي أعدها مدير الجهاز الفني البرازيلي نيلسون ردريجو ببرنامج محكم تحت متابعة دقيقة من قبل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس لجنة المنتخبات الأمير نواف بن فيصل، وحرص نيلسون خلال تلك المراحل المتفرقة من التحضيرات الطويلة على توظيف اللاعبين في جميع المراكز التي يحتاجها المنتخب كون الأخضر لم يشارك في التصفيات المؤهلة للنهائيات مع بقية المنتخبات الأخرى المشاركة في البطولة على اعتبار أنه المستضيف للبطولة، إلى جانب اختياره العديد من اللاعبين من جميع أندية المملكة البعيدة عن الأضواء في السنوات الماضية مثل نادي الرياض والباطن وغيرهم بعد متابعته لهم في أنديتهم وذلك لقناعته التامة أن جميع الأندية السعودية دون استثناء تزخر بالنجوم التي ستخدم الكرة السعودية في السنوات المقبلة إذا تم المحافظة عليها من خلال تطوير أدائها داخل الملعب وخارجه.
وشهد شهر أكتوبر الماضي بالعاصمة الرياض أول المعسكرات الحقيقة التي دخل خلالها اللاعبون معسكرا استمر ما يقارب عشرة أيام خاض خلالها مباراتين وديتين أمام المنتخب المصري وانتهت المواجهة الأولى بتعادل المنتخبين بثلاثة أهداف لكل منهما وكسب الأخضر الأخرى بهدف دون مقابل حمل توقيع المهاجم خالد العبود،
ثم انتقل الأخضر إلى المنطقة الشرقية لإقامة معسكر كانت مدته عشرة أيام وكان الهدف منه تعويد اللاعبين على أجواء المنطقة الشرقية التي ستحتضن البطولة والقرب من الجماهير لدعم ومؤازرة منتخبنا، وخلت تلك المرحلة من المباريات الودية كون البرازيلي نيلسون حرص على تصحيح بعض الأخطاء التي وقع فيها اللاعبون في المرحلة التي سبقتها وبالتحديد في المباراتين الوديتين أمام المنتخب المصري، إلى جانب الوقوف على مستويات بعض اللاعبين الذين تم استدعاؤهم في المعسكر نفسه.
ومن ثم انتقل اللاعبون إلى مدينة الطائف في أغسطس الماضي، والتي اعتبرها الجهاز الفني ضمن برنامجه بأنه هو الحلقة الأولى من فترة الاستعداد الحقيقية للبطولة وخاض الأخضر في ذلك المعسكر ثلاث مباريات ودية جمعته الأولى بمنتخب الطائف وكسبها بأربعة أهداف دون مقابل ومن ثم خاض لقاءين وديين أمام منتخب لبنان كسب اللقاء الأول بهدف دون مقابل وتعادل في الثاني بدون أهداف، ومنح اللاعبين بعد ذلك راحة لمدة أربعة أيام قبل التوجه إلى العاصمة الرياض للتجمع هناك قبل المغادرة إلى التشيك للدخول في معسكر خارجي لمدة 21 يوما في مدينة براغ التشيكية والمشاركة في دورة دولية هناك بجانب المنتخب التايلندي وفريق اريس القبرصي وتوج الأخضر بطلا لها بعد فوزه على فريق اريس القبرصي (بتسعة أهداف) دون مقابل وفوزه في المباراة النهائية على المنتخب التايلندي بهدفين دون مقابل، إضافة إلى خوضه العديد من المباريات الودية أمام فرق تشيكية قوية كانت الأولى أمام فريق بلشني وكسبها (بسته أهداف) دون مقابل وكذلك كسب الثانية التي جمعته أمام فريق بيرون التشيكي بأربعة أهداف مقابل هدفين، وعلى فريق سبارتا براغ التشيكي لدرجة الشباب بطل الدوري التشيكي للموسم الماضي بأربعة أهداف مقابل هدف، واختتم معسكره وتوجه إلى السعودية ليكمل ما تبقى له من التحضيرات هناك. وأعطى اللاعبين بعد وصولهم راحة لمدة سبعة أيام ومن ثم التوجه إلى مدينة الدمام في السادس من رمضان الماضي واشتمل برنامج الأخضر في ذلك المعسكر على تكثيف الجوانب اللياقية والتكتيكية للاعبين إضافة إلى خوضه لقاءين وديين مع فريق مضر درجة ثانية كسبه بأربعة أهداف والثاني مع فريق القادسية درجة أولى وانتهى اللقاء بتعادل الفريقين بهدفين لكل منهما وذلك حرصا من المدرب البرازيلي للوقوف على جاهزية المجموعة ولاسيما مع اقتراب موعد انطلاق البطولة. وقسم الجهاز الفني المعسكر إلى مرحلتين الأولى استغرقت (14) يوما أعطى اللاعبين أربعه أيام إجازة لعيد الفطر المبارك، وخاض الأخضر مباراتين وديتين مع أولمبي فريق الاتفاق كسبهما جميعا ومن ثم المشاركة في دورة دولية رباعية التي ضمت بجواره منتخبات مصر والأردن وسوريا والتي احتل الأخضر المرتبة الأخيرة فيها بعد تعادله في الجولة الأولى مع منتخب الأردن بهدف لكل منهما وفوزه على منتخب سوريا في الجولة الثانية بثلاثة أهداف مقابل هدفين وخسارته في الجولة الثالثة والأخيرة أمام المنتخب المصري بهدفين دون مقابل ومن ثم الانتظام في الفترة الثانية التي استغرقت (7) أيام قبل المغادرة إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي للمشاركة في البطولة الودية الرباعية والتي توج بطلا لها بعد فوزه على المنتخب المغربي بهدفين مقابل لا شيء بالجولة الأولى وعلى المنتخب الأوزبكي بنفس النتيجة وتعادله مع المستضيف الإماراتي في الجولة الأخيرة بهدف لكل منهما.
ويواصل الأخضر في الفترة الحالية استعداده في معسكرة الحالي الذي يقيمه في المنطقة الشرقية والذي يستمر حتى انطلاق البطولة الآسيوية.
فيما يعتبر المنتخب الياباني المرشح الأقوى لنيل كأس هذه البطولة فقد أنهى تحضيراته الفنية استعدادا لخوض هذه المنافسة بعد أن تمكن من الوصول للنهائيات إثر تحقيقه المرتبة الأولى للمجموعة الخامسة في التصفيات النهائية المؤهلة بعد أن جمع 15 نقطة من فوزه في جميع مبارياته الخمس والتي جاءت أمام منتخب تايوان 1ـ3 وأمام منتخب جزر المالديف 1ـ0 وأمام منتخب ميانمار 8ـ 0 وأمام منتخب لاوس 5 صفر وعلى تايلاند 2ـ3. ومنها سجل لاعبوه 20 هدفا مقابل 3 أهداف ولجت شباكهم وجاءت أبرز المحطات التحضيرية للمنتخب الياباني في مشاركته ببطولة الصداقة الدولية التي أقيمت في قطر وفاز فيها المنتخب الياباني بجدارة بعد تغلبه في المباراة النهائية على المنتخب البولندي بنتيجة كبيرة قوامها 6 ـ صفر، ويبرز في صفوفه العديد من اللاعبين أبرزهم هداف المنتخب ومهاجمه المتألق اللاعب (ماساتو مازاكي) والذي سجل ثلاثة أهداف من الستة أمام منتخب بولندا، إضافة إلى اللاعبين ( يوماتومو ـ اوروتا).
فيما سجل المنتخب الإيراني لكرة القدم لدرجة الشباب حضورا قويا عكس واقع استعداده الجيد للمنافسة في البطولة الآسيوية، وقدم مستويات كبيرة بعد تصدر مجموعته الثالثة والتي ضمت بجواره كلا من منتخبات (لبنان وعمان والهند والبحرين وباكستان)، حيث جمع الإيرانيون 13 نقطة واستطاع تسجيل (20) هدفا ولم يلج مرماه أهداف وذلك بعد أن افتتح مبارياته بفوزه بنتيجة كبيرة على نظيره الباكستاني قوامها (14) هدفا مقابل لا شيء، وفوزه على لبنان بهدف دون مقابل في الجولة الثانية وتعادله مع عمان بدون أهداف في الجولة الثالثة وكذلك فوزه على البحريني بأربعة أهداف مقابل لا شيء في الجولة الرابعة وعلى الهند في آخر جولات التصفيات بهدف دون مقابل ووضح في تلك التصفيات اعتماد المدرب الإيراني على بعض الأسماء أمثال المهاجم علي أميري ولاعبي الوسط كمال الدين كاميابيناي وشهرم جودارزي الذين استطاعوا تكوين مثلث رعب لجميع المنتخبات من خلال المستويات الكبيرة التي قدموها وقادت منتخب بلادهم إلى تصدر المجموعة .
وحرص الإيرانيون في الفترة الماضية على تكثيف البرامج الإعدادية المتعلقة باستعدادهم لنهائيات البطولة الآسيوية وذلك من خلال المعسكرات الخارجية التي فرضت عليها السرية التامة بعيدا عن أعين جميع وسائل الإعلام ولم يمهل لاعبوه وقتا بعد فراغهم من المشاركة في التصفيات المؤهلة إلى أمم آسيا حتى انخرطوا في معسكر تحضيري جديد بطلب من الأجهزة الفنية التي فضلت المحافظة على توليفة اللاعبين والانسجام فيما بينهم .
في حين واجه المنتخب اليمني لكرة القدم لدرجة الشباب صعوبة في تخطي التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس آسيا، حيث وقع المنتخب اليمني في المجموعة الرابعة بجوار كل من منتخبات (أوزبكستان والأردن والنيبال) واحتل المرتبة الثانية في الترتيب العام بعد المنتخب الأوزبكي بعد جمع أربع نقاط جاءت من فوز في الجولة الثانية على المنتخب النيبالي بثلاثة أهدف دون مقابل وتعادله في الجولة الأخيرة أمام الأردن بدون أهداف وخسارته في الجولة الأولى من نظيره الأوزبكي بهدف دون مقابل .
وحرص مدرب المنتخب اليمني عبد الله الفضيل، على تكثيف تحضيرات منتخب بلاده من خلال المعسكرات الخارجية التي نالت النصيب الأكبر من التحضيرات بعد أن فشل الجهاز الفني في تأمين بعض المباريات التجريبية في العاصمة اليمنية صنعاء وعدن، بمشاركة (25) لاعباً وخاصة بعد أن استعاد المنتخب لاعبيه المنضمين للمنتخب الأول في الفترة الماضية وهم قائد المنتخب حسين الغازي وريان هيكل وعبد الله موسى وباسم العاقل، ووقع اختيار الجهاز الفني على العاصمة التركية إسطنبول خلال شهر أغسطس الماضي، قبل الانتقال إلى المجر لإقامة معسكر آخر هناك يعد الأخير قبل التوجه إلى السعودية لدخول سباق التنافس في البطولة الآسيوية حيث اختتم المعسكر في الــ9 من الشهر الجاري، خاض خلالها خمسة لقاءات مع عدة فرق هناك، وأكد مدرب المنتخب اليمني الفضيل أن المعسكر ساعده على تنمية قدرات ومهارات اللاعبين المنضمين للقائمة حاليا من خلال احتكاكهم بلاعبين أوروبيين على مستوى عال في المباريات التجريبية التي خاضها الفريق خلال المعسكر.
المجموعة الثانية
حقق منتخب كوريا الجنوبية الذي يشارك في المجموعة الثانية وتضم: سوريا والعراق والإمارات وكوريا الجنوبية انتصارات متتالية خلال مشاركته في التصفيات الأولية والتمهيدية والتي جمعته مع أندونيسا والفيتنام وجوام وأستراليا كسبها جميعها، إذ كان أول انتصارات بنتيجة ثقيلة سحق بها المنتخب الجوامي (28 ـ0) قبل أن يواجه المنتخب الأندونيسي ويكسبه (3ـ1) ويواصل انتصاراته حينما لاقى المنتخب الفيتنامي ويكسبه (4ـ0) ليؤكد قوته بفوزه الكبير على المنتخب الأسترالي (4ـ0).
جميع هذه النتائج أعطت للمتابعين مؤشراً قوياً على أن المنتخب الكوري أكمل كافة استعداداته الفنية بقيادة مدربه الهولندي (فيبريك) للمنافسة على لقب البطولة إذ يعتبر من المرشحين للظفر بها عطفاً على النتائج التي حققها خلال مشوار التصفيات. معتمداً على قائمة من أبرز الأسماء التي ضمت تشانجو هو، ليو هوجن، لي تشجن ين، لي سانج هو، جوي، بارك هيون بيم، شيم يونق سونق، كيم دونق سوم، شين روك يونق.
بينما يسعى المنتخب العراقي لكرة القدم الشباب إلى تحقيق لقب بطل آسيا 2008 في البطولة التي ستقام نهائياتها في الدمام بعد أن وصل إليها متأهلاً مع المنتخب الإماراتي وكان لاعبو العراق قد حققوا فوزهم الأول على نظيرهم الكويتي (2ـ0) ليخسروا لقاءهم الثاني أمام الإمارات (2ـ1) ويواصل خسارته أمام المنتخب الكويتي (2ـ0) قبل أن يعلن تأهله للنهائيات بعد أن عبر المنتخب الإماراتي في المباراة الحاسمة والتي انتهت عراقية (1ـ0).
المنتخب العراقي والذي يقوده فنياً الوطني كاظم الربيعي يسعى لتحقيق الإنجاز الآسيوي الكبير أسوة بالمنتخب الأول الذي توج بطل آسيا 2007 معتمداً على قائمة من اللاعبين الذين سيشارك بهم أبرزهم سهيل فاضل، حسين علي، عصام ياسين، محمد عبد الزهرة، مصطفى محمد، وليد بحر، علاء الدين جعفر، محمد عماد، قيس طارق، أمير سعدي، أمجد راضي، محمد الحماد وسيخوض عدة مباريات ودية قبل انطلاق البطولة مع أندية سعودية أبرزها فريق مضر وأحد أندية البحرين.
في حين وصل المنتخب السوري لكرة القدم الشباب لنهائيات كأس آسيا 2008 والمقامة بالدمام بعد أن تجاوز مرحلة التصفيات في مجموعته والتي وضعته إلى جانب طاجكستان وقطر وبوتان، فقد حقق فوزه الأول على منتخب قطر (1ـ0) ويكسب لقاء طاجكستان ( 1ـ0) وواصل انتصارات بفوزه على تركمانستان (3ـ0) قبل أن يؤكد قوته الفنية ويسحق منتخب بوتان بنتيجة ثقيلة قوامها (13ـ0). المنتخب السوري والذي يقوده المدرب الوطني محمد جمعة استطاع الوقوف على الأسماء التي سيخوض بها منافسات البطولة من خلال المباريات الودية التي شارك بها طوال الفترة الماضية إذ لعب مباراتين وديتين أمام اليمن والعراق كسب الأولى بهدف دون رد وتعادل سلبياً في الأخرى وضمت القائمة أحمد مدنية، عكيد خليل، محمد علوش، عبدالناصر حسن، أحمد الصالح، أحمد الكلاسي، خالد بريجاوي، محمد زيتون، محمد زبيدي، علاء الشبيلي، خالد حوراني، محمد ميدو، عدي جفال، سليمان سليمان، طه دياب، تامر حاج، زياد عجوز، أحمد تيت، هاني الطيار، محمد جعفر، محمد عبادي، عمر السومة.
بينما أكد المنتخب الإماراتي لكرة القدم الشباب حضوره في نهائيات كأس آسيا 2008 والمقامة بالدمام بعد أن تصدر مجموعته التي ضمت منتخبات العراق والكويت، محققاً فوزين متتاليين على الكويت (5ـ1) (2ـ0) ويكسب العراق (2ـ1) قبل أن يخسر آخر مباريات المجموعة (1ـ0) معلناً تأهله لنهائيات كأس آسيا.
المنتخب الإماراتي والذي يشرف عليه المدرب الوطني خال بن يحيى يسعى لتعويض جماهير الأبيض بتحقيق اللقب القاري خاصة بعد أن فقد المنتخب الأول فرصة تأهله لكأس العالم 2010 من خلال خوضه العديد من المباريات الودية مع أندية الإمارات ومنتخب الأردن واليمن كسب خلالها العديد من الأسماء التي وقف على جاهزيتها والتي ضمت إسماعيل ربيع، سالم عبدالله، عبدالله أحمد، عبدالله مال الله، علي الزعبي، مسلم فايز، حمدان الكمالي، مبارك مسماري، سالم زايد، أحمد عبدالله، إبراهيم علي، جمعة علي، ماجد عبدالله، أحمد العبري، شهاب أحمد، صالح حماد و يحاول الجهاز الإداري للمنتخب الذي يقوده مصعب الشامسي لخوض لقاءات ودية مع أندية الاتفاق أو القادسية السعودي قبل انطلاق البطولة.