أحرص باستمرار أن أحضر معرض الكتاب السنوي الذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام بالرياض. هذه السنة انتقل المعرض إلى جدة بكل برامجه وفعالياته وأصبح المعرض وجهة ثقافية وإعلامية . في معرض جدة الدولي للكتاب الذي لا يزال يستقبل مرتاديه وزواره، أحرص على المرور على كل دور النشر لأبحث تحديدا عن الجديد في علوم الرياضة وأبحاثها .. وتحديدا كرة القدم .. ولم أجد صراحة أي حضور للكتاب الرياضي باستثناء كتب وموسوعات المؤرخ الرياضي الدكتور محمد أمين ساعاتي .. وكتاب (إدواردو جاليانو) (كرة القدم بين الشمس والظل) وكتاب آخر عن النجم الأرجنتيني ولاعب برشلونة الأسباني (ليونيل ميسي).. عدا ذلك - للأسف - لاتجد شيئا على الإطلاق من المطبوعات الرياضية التي تستحق الشراء والاقتناء والقراءة صادرة من الهيئات والمؤسسات الرياضية سواء محليا أو خارجيا .. عن نفسي بصراحة لا أجد أن هذا التقصير والغياب صادر من دور النشر .. بقدر ما هو صادر من المؤسسات الرياضية ومؤسسات التعليم العالي واللجان الأولمبية.
لكن في المقابل .. وفي ملمح رياضي جميل جدا من داخل قاعة المحاضرات في معرض جدة الدولي للكتاب سعدت جدا بالفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض والتي كان أبرزها محاضرة (التعصب الرياضي ظاهرة .. أم واقع ؟) والتي شارك فيها المحاضر الدكتور عبدالله الرفاعي أستاذ الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية .. والدكتور تركي العواد نجم الهلال السابق والمحاضر بمعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية . والكابتن والإعلامي والمحاضر بقسم الإعلام بجامعة أم القرى بمكة المكرمة حاتم خيمي .. في حوار مميز واستثنائي أداره بمهنية عالية الإعلامي والأستاذ رجاء الله السلمي مدير قطاع الإعلام بالرئاسة العامة لرعاية الشباب .. وبإشراف ومتابعة الدكتور سعود كاتب المحاضر بقسم الإعلام بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة والمشرف الإعلامي العام على معرض جدة الدولي للكتاب.. في حوار متعمق تم تناوله من عدة زوايا وهو التعصب الرياضي.. في المنزل.. وداخل الأسرة.
ومحيط الأصدقاء .. والمدرسة .. بعد أن أجمع الحضور بأن التعصب هو الانحياز لفكرة خاطئة .. ومصادرة مكاسب الآخرين .. وإلغاء الآخر .. في رصد لمنابت وجذور هذه الظاهرة - أعني التعصب الرياضي - التي لابد من معالجتها بتنوير طلاب المدارس .. ودور وسائل الإعلام .. والمؤسسات التربوية والرياضية .. ودعم وتعزيز مهارات التفكير بين الطلاب .. وتأسيس أنظمة وقوانين لحماية النشء الصغير من مخاطر (التعصب الرياضي) .. والتصدي لكل من يتاجر بالتعصب الرياضي
في البرامج الرياضية وتعميقه وتكريسه في أذهان النشء . ورفع درجة الوعي في التعاطي الإيجابي مع الأحداث الرياضية .. بعد أن تداخل أحد أعضاء هيئة التدريس بقسم الإعلام بجامعة أم القرى وهو الدكتور محمد العزعزي (من اليمن الشقيق) حين قال : إن لُب مشكلة (التعصب الرياضي) هو(بزنسة ) الرياضة والإعلام .. يقصد أن الإعلام والرياضة أصبحا خاضعين لـ(البزنس)..
= يبقى من القول إن هذا الحوار الذي جاء ضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض جدة الدولي للكتاب بجدة كان إثراءً جميلا ورائعا يستحق التقدير والإعجاب والاحترام والشكر لكل الشركاء الأقوياء في هذه التظاهرة الثقافية والإعلامية والفكرية والرياضية.
- وقفات قصيرة -
= دخول الدكتور عبد العزيز الخالد والدكتور جاسم الحربي سباق الترشح على كرسي رئاسة اتحاد القدم السعودي يشكل قيمة إضافية في مشوار المنافسة القادمة لرئاسة اتحاد القدم. =يعيدني ويذكرني الكاتب الجميل(نبيه ساعاتي) في (الرياضية) من خلال زاويته(الرشيقة) (كلمة رأس) بجرأة وشجاعة صديقنا القديم (سالم عطا الله).. (الله يذكره بالخير).
= ليس في كل الأحوال يكون (الابن صنو أبيه) فخالد الدبل مرحلته مختلفة تماما عن مرحلة والده (عبدالله الدبل) يرحمه الله .. عبدالله الدبل كان استثناءً لن يتكرر .. ولن يشبهه أحد .. في مرحلة (الاتفاق الجديد).. الذي يذكرني بـ(مجموعة المستقبل) في الاتحاد.
= ترتيب فرق دوري جميل الحالي لا ينطبق عليه ترتيب اللقاءات المباشرة بين فريقين لم تكتمل فيه المسابقة .. تطبيق نظام (اللقاءات المباشرة) في حالات الحسم النهائية لتحديد البطل وليس في ترتيب الجولات التي لم تكتمل.
