كلّما جاءت سيرة "جان جنيه" تذكرت سليمان الفليّح، والعكس غير صحيح، لأنني وكلما جاءت سيرة، أستاذي سليمان الفليح (رحمه الله)، تذكرت حتى تلك الكتب التي لم أقرأ، ولم تُكتب بعد!
وفي كل مرّةٍ أقرأ فيها اسم عمر بن أبي ربيعة، أتذكر أسماء عديدة، أولها أستاذ طه، مدرّس اللغة العربية في ثانويّة ابن طفيل، كنت في الصف الثاني ثانوي، يوم قدّمت له بحثاً عن عمر بن أبي ربيعة من 42 مرجعاً، مذاق تهليلاته بتلميذه لم تفقد شيئاً من طعمها الحلو في صدر التلميذ إلى اليوم، وأتذكر أصحابي: فيصل حمدان الظفيري، الذي حرّضني على كتابة الشعر الشعبي، وغازي عنيزان الرشيدي الذي يحتل الآن مكانةً ذائعة الصيت، في جامعة الكويت كأحد أفضل أساتذتها في تخصصه، كنت وغازي عنيزان نقضي أوقاتاً طويلة في المكتبة العامة، نقرأ وننقل، ونستعير،.. كل كتاب لغادة السّمّان، يذكّرني بمسفر الدوسري، ومن مسفر الدوسري تعلّمت كيفيّة إقامة علاقات عاطفيّة مع الكتب، ومن غادة السّمان تعلّمت أن التحقيق الصحفي الأكثر عافيةً، وجمالاً، ليس ذلك الذي ينطلق منه الكاتب الصحفي من قناعةٍ يحاول تأكيدها، لكنه ذلك الذي يبدأ بقناعةٍ شبه متّفق عليها من الكاتب وبين القرّاء، ثم وفي وسط البحر، تتلاطم الأمواج بالمركب، فإن لم تنقلب القناعات، نجت بالتشكك قي صحة كل ما بدأت مُطمئنةً إلى سلامته، واثقةً من صحّته!
أي كتابة، أي لوحة لسيلفادور دالي، تُحيلني إلى الأستاذ نبيه البرجي، فمنه عرفت سيلفادور دالي، كان نبيه البرجي يكتب ملفّاً صحفياً كل خميس في جريدة القبس، قلم رشيق، يلتقط العبارات كعصفور، ومنه تعلمت الفرق الشاسع، بين بناء بيت حكايةٍ من غِشٍّ أو من قَشٍّ!
فنان سريالي آخر، من بلجيكا هذه المرّة، أتذكر معه على الفور، الأمير بدر بن عبدالمحسن، هو الذي عرّفني عليه، كان في سفرٍ، وكنت في مكتبته، اتصل ولم يغلق الخط إلا بعد أن تأكد من وصولي إلى الرّف وحصولي على الكتاب الذي يحتوي على لوحات ماغريت، أعمال فنية مذهلة، تُحفّز الطفل في داخلك للمرح، وتستفز الفِطنة، والطاقة، في الشباب، أعمال ماغريت هي الذكاء في واحدةٍ من أكثر حالاته خصوبة على الإطلاق، بضغطة زر يمكنكم الآن تلقّيها عبر النِّت، ولن يفوت، من لم تفته الفِطنة، الربط بين النظرة الفنيّة العميقة، والإنسانيّة المرحة، في لون ماغريت وحبر البدر!
أما أستاذتي ليلى أحمد، فأتذكرها في كل مكتبة، أهدتني نصف مكتبتها في يوم من الأيام، يا سبحان الله، كنت أكره ليلى أحمد، إلى أن عملت معها وعرفتها، اكتشفت بعدها كم هي الإنسانيّة رحبة وكم في الدنيا من إشراقات، من مدرسة ليلى أحمد خرجت محبّاً لكل خلق الله، هذا وأنا لست أكثر تلاميذها نجابةً!
كل كتاب لهنري ميللر، يذكّرني بأستاذي وصديقي الشاعر الفخم محمد جبر الحربي، فمنه سمعت عن هنري ميللر لأول مرّة، وفي بيته تصفّحت كتاب "رامبو وزمن القتلة" لأوّل مرّة، وكلّما مرّ اسم رامبو، تذكرت الدكتورة ليلى القاضي، كانت تناديني بهذا الاسم تشجيعاً لي، كنت في أوّل الصِّبا، وكنت من فرط جهلي، أحسبها تقصد دور سيلفستر ستالون!
إلى أن نبّهني أستاذ جيلي كله، سليمان الفليّح (رحمه الله)، أن رامبو شاعر فرنسي كتب الشعر في سن السابعة عشرة، وتوقّف عنه في سن التاسعة عشرة، وما كتبه في سنتين قَلَب دنيا الأدب إلى ما لا نهاية!، الذاكرة تتّسع، المساحة وحدها تضيق!.
وفي كل مرّةٍ أقرأ فيها اسم عمر بن أبي ربيعة، أتذكر أسماء عديدة، أولها أستاذ طه، مدرّس اللغة العربية في ثانويّة ابن طفيل، كنت في الصف الثاني ثانوي، يوم قدّمت له بحثاً عن عمر بن أبي ربيعة من 42 مرجعاً، مذاق تهليلاته بتلميذه لم تفقد شيئاً من طعمها الحلو في صدر التلميذ إلى اليوم، وأتذكر أصحابي: فيصل حمدان الظفيري، الذي حرّضني على كتابة الشعر الشعبي، وغازي عنيزان الرشيدي الذي يحتل الآن مكانةً ذائعة الصيت، في جامعة الكويت كأحد أفضل أساتذتها في تخصصه، كنت وغازي عنيزان نقضي أوقاتاً طويلة في المكتبة العامة، نقرأ وننقل، ونستعير،.. كل كتاب لغادة السّمّان، يذكّرني بمسفر الدوسري، ومن مسفر الدوسري تعلّمت كيفيّة إقامة علاقات عاطفيّة مع الكتب، ومن غادة السّمان تعلّمت أن التحقيق الصحفي الأكثر عافيةً، وجمالاً، ليس ذلك الذي ينطلق منه الكاتب الصحفي من قناعةٍ يحاول تأكيدها، لكنه ذلك الذي يبدأ بقناعةٍ شبه متّفق عليها من الكاتب وبين القرّاء، ثم وفي وسط البحر، تتلاطم الأمواج بالمركب، فإن لم تنقلب القناعات، نجت بالتشكك قي صحة كل ما بدأت مُطمئنةً إلى سلامته، واثقةً من صحّته!
أي كتابة، أي لوحة لسيلفادور دالي، تُحيلني إلى الأستاذ نبيه البرجي، فمنه عرفت سيلفادور دالي، كان نبيه البرجي يكتب ملفّاً صحفياً كل خميس في جريدة القبس، قلم رشيق، يلتقط العبارات كعصفور، ومنه تعلمت الفرق الشاسع، بين بناء بيت حكايةٍ من غِشٍّ أو من قَشٍّ!
فنان سريالي آخر، من بلجيكا هذه المرّة، أتذكر معه على الفور، الأمير بدر بن عبدالمحسن، هو الذي عرّفني عليه، كان في سفرٍ، وكنت في مكتبته، اتصل ولم يغلق الخط إلا بعد أن تأكد من وصولي إلى الرّف وحصولي على الكتاب الذي يحتوي على لوحات ماغريت، أعمال فنية مذهلة، تُحفّز الطفل في داخلك للمرح، وتستفز الفِطنة، والطاقة، في الشباب، أعمال ماغريت هي الذكاء في واحدةٍ من أكثر حالاته خصوبة على الإطلاق، بضغطة زر يمكنكم الآن تلقّيها عبر النِّت، ولن يفوت، من لم تفته الفِطنة، الربط بين النظرة الفنيّة العميقة، والإنسانيّة المرحة، في لون ماغريت وحبر البدر!
أما أستاذتي ليلى أحمد، فأتذكرها في كل مكتبة، أهدتني نصف مكتبتها في يوم من الأيام، يا سبحان الله، كنت أكره ليلى أحمد، إلى أن عملت معها وعرفتها، اكتشفت بعدها كم هي الإنسانيّة رحبة وكم في الدنيا من إشراقات، من مدرسة ليلى أحمد خرجت محبّاً لكل خلق الله، هذا وأنا لست أكثر تلاميذها نجابةً!
كل كتاب لهنري ميللر، يذكّرني بأستاذي وصديقي الشاعر الفخم محمد جبر الحربي، فمنه سمعت عن هنري ميللر لأول مرّة، وفي بيته تصفّحت كتاب "رامبو وزمن القتلة" لأوّل مرّة، وكلّما مرّ اسم رامبو، تذكرت الدكتورة ليلى القاضي، كانت تناديني بهذا الاسم تشجيعاً لي، كنت في أوّل الصِّبا، وكنت من فرط جهلي، أحسبها تقصد دور سيلفستر ستالون!
إلى أن نبّهني أستاذ جيلي كله، سليمان الفليّح (رحمه الله)، أن رامبو شاعر فرنسي كتب الشعر في سن السابعة عشرة، وتوقّف عنه في سن التاسعة عشرة، وما كتبه في سنتين قَلَب دنيا الأدب إلى ما لا نهاية!، الذاكرة تتّسع، المساحة وحدها تضيق!.