|




فهد عافت
كرة القدم في السينما العربيّة!
2016-12-01
لم يحقق فيلم "العالمي" لبطله يوسف الشريف نجاحاً، فقد سبقت الحقيقة الموجعة أمنيات طاقم العمل وكسب لاعب الجزائر "عنتر" في الملعب حقيقةً منافسه في الوهم "مالك" لاعب منتخب مصر في السينما لو كانت أعاجيب أبطال السينما تنفع لاستعانت إنجلترا بجيمس بوند ورفعت كأس العالم!
وفي أكثر من فيلم يظهر عادل إمام، في ملاعب كرة القدم، يلاحق المجرمين في "حنفي الأبّهة" ويسجّل بينما هو فاقد البصر في "أمير الظلام" وفي "مرجان أحمد مرجان" يدفع رشوة لجميع من في الملعب باستثناء العارضة، ويُهدي كأس البطولة للسيد الرئيس!، وفي توليفة يمكن ربطها بشجرة فيلم "أبي فوق الشجرة"، يُرجع بمساعدة "إكرامي"، أبيه إلى عقله في فيلم "رجل فقد عقله"!،
ومن مشاهد السينما البارعة، المشهد الأخير من فيلم "طيور الظلام"، لحظة يتسابق عادل إمام، ورياض الخولي، على رمي الكُرة لتكسر كل شيء في البلد!،..
لكن يظلّ "الحرّيف" لمحمد خان، أهم فيلم تناول حياة لاعب كرة قدم، وفيه قدّم عادل إمام دور لاعب كرة قدم "حواري"، بحرفيّة عالية، وبأداء عميق، زاخر، لا تمسّه السطحيّة ولا تُجاوِره!، كان الفيلم لأحمد زكي في الأساس، الذي يوم أخبره محمد خان، بذهاب الفيلم لعادل إمام، ابتسم وقال مبروك، وطلب من محمد خان انتظاره: "استنّاني، آخذ دُشّ، ونخرج"، لكنه لم يخرج قبل أن يفرغ كل شتائم الدنيا على رأس محمد خان، الذي كان يسمع ويضحك!،
بعد سنوات جاءت الفرصة ليظهر أحمد زكي في الملاعب، ليس كلاعب ولكن كمشجع شديد الأصالة والسذاجة معاً!، كان فيلم "الدرجة الثالثة"، وكانت سعاد حسني هناك، وكذلك جميل راتب، القصّة والسيناريو والحوار لماهر عوّاد، أحد المواهب المشعّة في السينما المصريٌة، والإخراج لشريف عرفه، كل شيء كان يوحي بنجاح منقطع النظير، لكن وبعد أيام قليلة من العرض، انقطع النّظر إلى الفيلم!، ومن يومها انطفأ ماهر عوّاد تقريباً، وبدأ شريف عرفه ينتقم من السينما العميقة، لصالح سينما شبّاك التذاكر، ببراعة أمريكيّة القواعد!، وكأنه يكرر تجربة خيري بشارة بشكل أو بآخر!،..
فيلم "غريب في بيتي" لنور الشريف وسعاد حسني، لمؤلفه وحيد حامد، ومخرجه سمير سيف، يظل أحد ألطف الأفلام العربية، الحاكية عن كرة القدم، شخصية "شحاتة أبو كف"، التي قدمها نور الشريف، لا زالت قادرة على إضحاك طوب الأرض!، كان نور الشريف في بدايته لاعب كرة قدم حقيقي، ثم وقع الواقع ونهض الفن!،..
المخرجة المبدعة كاملة أبو ذكري، قدّمت فيلماً ممتازاً، من تأليف الرائعة مريم نعوم، الفيلم لا يتحدث عن كرة القدم، لكنه وبذكاء فني، وعمق اجتماعي، يتخذ ليلة المباراة النهائية لمصر والكاميرون في البطولة الأفريقية، زمناً لأحداثه!، سبق لخيري بشارة أن فعل الشيء ذاته في "إشارة مرور"، الفوارق بين الفيلمين عديدة، أما المفارقة فقد كانت في أن خيري بشارة، حبَس الفيلم في شارع واحد، بينما أطلقت كاملة أبو ذكري فيلمها في كل الشوارع، كان فيلماً "شوارعيّاً" جميلاً!،..
فيلم "كابتن مصر"، ظريف، نجح فيه "محمد إمام" في الفوز بما هو أهم من المباراة!،..
مشاهد من كرة القدم مرّت في أفلام عربية كثيرة، مثل: إسماعيليّة رايح جاي، وصايع بحر، وأبو علي، وأنا مش معاهم، والحرب العالميّة الثالثة، وما ألطفه من فيلم!، وغيرها،..
نأتي الآن إلى الأسوأ والأفضل، ظنّي أن الأسوأ، هو فيلم "الزمهلويّة"، حيث السفاهة مكان الفكاهة!، أما أفضل فيلم، ولا أدري إن كنتم تشاركوني الرأي، فهو "4ـ2ـ4"، لسمير غانم ويونس شلبي، كان كل شيء يقول أننا أمام فيلم مقاولات هابط، لكنه فاجأ الجميع، ربما حتى العاملين به وعليه، كوميديا راقية، رقيقة، وعمل محبوك على بساطته، أو ربما بسببها، وفيه لنجاح الموجي جملة لا تُنسى، حين كان يفاوض الإدارة على عقده كلاعب، أراد كل لاعب سيّارة، ونجاح الموجي حدد مواصفاتها: "المهم في الأخير تنفع تاكسي"!