|




فهد عافت
يُحكى أنّ..
2016-12-08
إمّا أن مزاج عبّاس محمود العقّاد، ليلتها، لم يكن جَذِلاً، بما يكفي لمجاملة، و إمّا أن السيّدة تَصَابَتْ فوق اللزوم، أو أن حظّاً عاثِراً جَيَّشَ الأمرين!

كانت السيدة، فيما يبدو، تتحدث بظلال تهكّم، عن الهدايا المُقدّمة لسيّدة الحفل في عيد ميلاد الأخيرة، و كان آخر ما قالت: "زوجي أعفاني من مثل هذه الهدايا، إنه يعطيني في كل عيد ميلاد خمسين جنيهاً"، تهيّأت القفشة للعقّاد، فركل الكُرَة: "على هذه الحِسبة أنتِ الآن مليونيرة"!


يمكن للمرأة أن تسكت، أن تشتم بكلمات مُقَطِّبة، أمّا أن تردّ على حاذقٍ، أراد المُصَافاة حاسمة، بمجافاة باسمة، ففي ذلك ممانعةٌ ساذجة، فإن كان هذا الحاذق الحصيف المِلْسَان، هو جورج برنارد شو، نفسه، فهذه قِلَّةُ بَخْت!

يُحكى أن برنارد شو، قال لامرأةٍ: "يا ألله، ما أبهاكِ، وما أجملكِ، وما أرقّك، وما أحسنك"، تبسّمَت وردّت: "شكراً، ليتني أستطيع أن أقول لك الكلمات نفسها"!، جاء الرّد هجمةً عكسيّة سريعة، مباغِتة: "لا بأس سيّدتي، أكذبي مثلي، أكذبي"!

الفنّ ليس مهنة من لا مهنة له، لكنه في أحد جوانبه، يسمح لكل إنسان، يريد تلقّيه، أن يدخل، والفن على حذرٍ، أو مسامحات محبّة، يقبل من كل صاحب مهنة، رأيه، و كلما كان صاحب مهنةٍ، فريد المعرفة بحرفته، متقناً لعمله، حتى وإن بَعُدَ هذا العمل عن الفن، يظلّ مُرَحّباً برأيه النابع من مهنته، التابع لها، بل ويمكن للفنّ أن يربط بمواءمات طيّبة، بين رأي صاحب المهنة، ورؤية الفن ذاته، غير أن مشكلة بعض الناس، أنه ما أن يتم قبول رأي له، حتى يتغطرس، يشدُّ في عُنق الفن حبلاً، بحجّة صلاحيّته كناقد!، وعندها، يتوحّش الفنّان، مثل أمٍّ تحمي طفلها!

يُحكى أنه كان هناك إسكافيّ، و بينما كان الرسّام أبيل غريمير، يعرض لوحاته، انتبه الإسكافيّ، ونبّه: سيّدي، هناك خطأ في رسم الحذاء!

ولما وجد الرسام أن الملاحظة صحيحة، أعاد الرسم، شاكراً، و أصلح الحذاء، و عرض اللوحة، توقّف الإسكافي عندها، وفي هذه المرّة: سيّدي، هناك خطأ في الوجه!، لم يجد رحابة الفنان السابقة، قاطعه أبيل غريمير: "يا إسكافيّ.. لا تَعْلُ فوق الحذاء"!