|




فهد عافت
التّعامل مع من لا تُطيقهم!
2016-12-12
هذه المقالة، محاولة، محكوم عليها بالفشل قبل أن تبدأ، لاختصار كتاب من 400 صفحة، تقريباً، إلى 400 كلمة، تقريباً!، مع زيادة أفكارٍ من دماغي!، الكتاب ممتع، وعنوانه: "التعامل مع من لا تطيقهم"، لريك برينكمان، وريك كيرشنير،
عشرة أصنافٍ، يصعب احتمالها، في قائمة غير المرغوب فيهم، يمنح الكتاب لها أسماء طريفة:

1ـ الدّبّابة المُدرّعة!:
لمُهاجِم المقتحم بعدائية، لا يريد صاحبها توضيحاً، مع أنه يطلبه!، ولا ينفع معه اعتذار، مع أنه يريده، بل ولا يُوقفه حتى رفعك للراية البيضاء، مع أنه يسعى لها!، باختصار: "فرد حمزة.. ثاير.. ثاير"، هذه النوعية، وبعيداً عن مقترحات الكتاب، اطلب لها الهداية، أو اطلب لها الشرطة!

2ـ القنّاص!:
لا يستمع إليك، يسكت ليترصّد، يقتنص من حديثك، أي كلمة يرى أنها قابلة للتّهكم، ومدعاة للتندّر، يُهمّش كل فكرتك، بتعليق ساخر، بناء على كلمة عابرة، أو يمكن تحريفها، وبعيداً عن مقترحات الكتاب، خذها مني: حوّل الموضوع إلى فكاهة، ومع مثله لا تفتح آفاق أفكار جادّة مرّة أخرى، وقلل قدر الإمكان من التواصل معه، لأن في كثرة التواصل مع هؤلاء، تقل مهابتهم لك، ويقل احترامك لنفسك!

3ـ القنبلة اليدويّة!:
ينتمي لهذه النوعية كل شخص ما أن تراه حتى تشعر أن الجو قد اكفهرّ!، علامتهم غياب التبسّم، وحضور التأفف، الذي ينقلب فجأةً إلى حفلة هجاء، لكل شيء، بما في ذلك أنت، مع ملامة أنفسهم لماذا حضروا إلى هذا المكان أصلاً!، وبعيداً عن حلول الكتاب، رأيي: ما أن يبدأ مثل هؤلاء بإشعال النار في نفوسهم، أطلق ساقيك، فإن تعذّر الأمر، فالحل بالشعبي الفصيح: "اِرْك ظهرك" ولا تنطق بحرف، إلى أن تصير النار رماداً!، هذا ما لم يتكلم في الأعراض، في الأعراض: المستمع أكثر رداءة من المُغتاب والنمّام!

4ـ المُتعالِم الذي يدّعي المعرفة!:
ينتشر هذا النوع في كل مكان، لكنه في العمل يكون شديد الضرر، وعند حدوث خطأ، لا يعطيك حلاً، يطلب منك تحويله إلى مرجعك في العمل، وبعيداً عن حلول الكتاب، خذها مني: لا تعطيه الرقم، اذهب أنت لمرجعك واشرح له الخطأ، فإذا اقتنع أنه ليس خطأك، اطلب منه أن يتحدث مع ذلك الشخص، لأن المُتعالِم الذي يدعي المعرفة، سيبدأ كلامه وينهيه بملامتك وتحميلك الخطأ!،

5ـ المغرور!:
وهذا النوع، ما لم يجدك ساذجاً، يتواضع رغماً عن أنفه، وكل ما يتمناه ساعتها، أن تُقدِّر له هذا التواضع، نصيحتي: لا تسخّر له من كلمات التقدير ما يزيد عن الحد، لأنه سينتفخ مرّة أخرى، فقد عرف أين يكمن الجانب الساذج فيك!

6ـ الإمّعة!:
هؤلاء يستجيبون لجميع الطلبات على حساب وقتهم، ومن عندي أضيف: لكنهم لا يستجيبون لحساب الطلبات في المقهى!، يهزّون رؤوسهم، لا جيوبهم!، أمرهم سهل ومقدور عليه، لكن انتبه إن رغبت في وجودهم حولك، فأنت ذاهب إلى غطرسة وغرور، على الأقل: يجب أن تكون متيقناً، من الداخل، من صميم قلبك، أنك لا تحب مجالستهم!

7ـ المُتردد!:
كثير التسويف والمماطلة، وهذا لا تشاركه، ولا تستشهد به، ولا تعتمد عليه، ولا تضمنه عند أحد، وكفى الله المؤمنين شر القتال!

8ـ العدَمي اللا مبالي!:
هنا أنقل حرفياً من الكتاب: "ما الذي تتوقعه من شخص غير مبالٍ، إنك لا تهدي من أحببت"!،

9ـ السّلبي الرافض:
"معاركه عقيمة، لا طائل تحتها، ولا أمل له بكسبها، معارك يائسة"، وبالشعبي الفصيح هذا هو الميّت المقصود في الشطر الشهير: "الحي يحييك والميّت يزيدك غبن"!، ولا أحذّر من أحد أكثر من تحذيري إياكم من مصاحبة اليائس، قلت من قبل: "الحزين: كائن حي، اليائس: كان حياً"!،

10ـ الشاكي الباكي!:
والمقصود هنا ليس من يقع في ضيقٍ أو مصيبة فقد، أو أي أحزان عابرة، يمكن تعزيتهم ومواساتهم فيها، لكنه ذلك الذي ما أن تلتقيه في أي زمان ومكان وحالة، حتى يشعرك أن الدنيا كلها ضيق ومصائب وحزن وكدر، يكاد يقول لك أنت تبتسم فقط لأنك غبي!، التعامل مع هذا ليس له حلول عندي، لكن الكتاب يتعامل معه، مثله مثل غيره، من أصناف القائمة، ويطرح حلولاً ويعرض طرائق، لم أذكر أياً منها، ليس فقط لكي أتيح لكم فرصة الاستمتاع بالكتاب، لكن أيضاً، لأن هذه الكتابة محاولة محكوم عليها بالفشل من الأساس، كما قلت لكم في أول سطر، فمن أتم القراءة ولم يجد عندي شيئاً، ملامته على نفسه لا عليّ!.