|




فهد عافت
المتطرّف وَسَطَيٌّ أيضاً!
2016-12-13
للنجاح: حوّل مشاعرك، وأحاسيسك، وعواطفك، إلى أفكار،
وللمحبّة: حوّل أفكارك، إلى مشاعر وعاطفة وأحاسيس!

نقيضك ليس عدوّك بالضرورة، والنسخة الكربونية منك ليس صديقك أبداً!،
وعلى المدى البعيد، حتى عدوّك أكثر منفعةً لك، وأطيب صحبةً، من الكربون والمرايا!

إيطاليا وألمانيا ليس لدى أي منهما خطط في كرة القدم، لديهما قوانين، إيطاليا: يجب أن لا نخسر، ألمانيا: يجب أن نفوز!

هذه الانحرافات التي نلعنُ، كم نحن مدينون لها باستقامتنا، بكل ما نظنّه، ونسمّيه، ونشير إليه على أنه: استقامة!

الغواية، والإغراء، والفتنة، وسائر المُمتعات، مُسيلات الرغبة، ليس في أيٍ منها شَرٌّ ولا خير،
الخير والشر فينا، في حركتي المُجَانَبَة والمُصَاحَبَة!

مثلما أن الفهم خيرٌ، الخير فَهْمٌ أيضاً، في الأُولى تشكّك، إن كنت تريد!

من نقائض كلمة شَرِسْ: اللطيف والهيِّن، الرّشيق والمُنقاد!،
لا اللّطفُ هيّنٌ، ولا المُنقاد رشيقٌ، لولا أن الشراسة عاتية الأَذى، ظالمة حتى في المَعَاجِم!

المُكاشفة، والمصارحة، والوضوح، وتمام التّبيان، كلها أمور تُقيم الحياة، وتدفع بها إلى الأمام، لكننا، وفيما لو تحدثنا عن الفن، فإنه لا يقوم، ولا يدوم، إلّا بطاقة المُلتَبِس والخفيّ والغامض فيه!

ما مِن مُتطرّفٍ، إلا ويظن نفسه وَسَطَيّاً، وأنت فيما لو وقفت مكانه تماماً، لشهدتَ له بالوسَطَيّة!، ذلك أن ما يقوله كلّ واحدٍ منّا، لا يرقى بمعناه إلى نصف ما يُحسّه، وأن ما يفعله كلّ إنسانٍ، هو في أقصى جُهدِه: نصف أفكاره!

عاشِر من تُعاشِر، ما مِن تِحْنَانٍ، لا يُنكر عليك جهراً، ولا يهتك لك سرّاً، ولا يفضح منك عيباً، ولا يقطع فيك، وبك، رجاءً، غير حضن أمك!.