الكتب مثلما تقرأها، تقرأك!.
تكتفي بعنوان الكتاب، يكتفي بمعرفة اسمك!.
تتصفّح الفهرس والعناوين العريضة، يتصفٌح فهرسك وعناوينك العريضة!.
تقرأه على عجلٍ، بقراءة سطحيّة سريعة، يقرأك على عجلٍ، لا يكاد يعرف منك غير سطح وقشور!.
بالرغم من كل ذلك، هو لا مرآة، ولا إمّعة!، ليس الكتاب فقط، الأشجار التي عُجِنت أخشابها، لتصير ورقاً للكُتب، كانت في حياتها، تستظل بك، بالقدر الذي تستظل أنت بها، ليست الحكاية حكاية وقاية من الشمس، ولكلٍ منكما ما يُهفهفه!.
بعض من ذاكرة الشجرة يبقى معها، حتى حين تتحوّل إلى صفحات كتاب!.
ولسوف تخسر الكثير، إن أنتَ لم تقرأ، بذاكرة زائر الحدائق، أو زارع الشجر، بمواويل الرعاة، ونباهة وفطنة ويقظة إنسان الغابة!.
الفواصل، والترقيمات، وعلامات الاستفهام، والتعجب، والنقطة، والأهلّة، كلها كانت أنفاساً، شواهق وزوافِر، قبل أن تيبس في حبرٍ، أصله ماء وحكايات بحر!.
كل شيءٍ يحتفظ بشيءٍ منه، مهما تبدّلت أشكاله، وحتى لو انقلبت حالته، وتغيّرت طبيعته كليّاً، أنتَ إن أسأتَ القراءة، أسأتَ التنفس، إن جهلتَ اختنقت!.
احتفظ بطفولتك، فالطفولة بريئة، حتى في سوء نواياها!، الطفولة ضوئيّة بطبيعتها، لا تكشف فحسب، هي أيضاً قادرة على المرور، على تسلّق الجدران، لا يقدر جدارٌ على حبسها، إلا وهو مُنعّمٌ بها، في وجهٍ من وجهيه!.
كل مكتبةٍ حديقة، أو غابة، وفي كل كتاب عطر سندباد، وكائنات بحريّة، وملح، وأشرعة، وخلف كل أشرعة، آيادٍ لوّحت بتوديعٍ، وفي كل رحلةٍ حُلُم، وأمنيات ثراءٍ، أو وصولٍ إلى حبيب وأغنية! لا نقرأ الكتب لنهرب من الحياة، لكن لنعود إليها!.