ـ الأول ناصحًا: لا تتخذ موقفًا وأنتَ غاضب. الثاني شارحًا: لكن الغضب نفسه موقف، وحين أغضب أكون قد اتخذته!.
ـ يكتب الكاتب: "لستُ مسؤولًا عن سوء فهمك". هذه جملة يكتبها الكاتب الجيّد والكاتب الرّديء بنفس الصياغة تقريبًا وبالحماس المُسْتَفَزّ نفسه!. مكمن الفرق أنّ الكاتب الجيّد أقلّ ثقةً بتمام صوابها!. صوت ما في قرارة حِبْرِه يتساءل: وكيف كان يمكن لي أنّ أخط حرفًا، وهل لكلماتي أيّ معنى، لولا يقيني بوجود سوء فهم، وإحساسي بضرورة تصحيحه؟!.
ـ مع من تحب وتريد الحفاظ على مودّتهم: في الحوارات والنقاشات والتفاهمات وإبداء وجهات النظر، حاول أن تنجح لكن لا تحاول أن تنتصر!.
ـ للحظة الانتصار دويّ مُخاتل!، ولسوف ينتهي هذا الدّويّ بعد يوم أو يومين. احذر وانتبه: طالما وصلت لنقطة الانتصار، فقد أوصلت الآخر لنقطة الهزيمة!. بعد يومين أو سنة قد ينسى هذا الآخَر معركة النقاش هذه ولماذا كان النِّزال أصلًا، لكنه سيظل يتذكّر مهانة الهزيمة!، ودون أنْ يقصد، سيحمل ضغينة ما!، ربما هو نفسه لا يعرف ولا يتذكّر سببها!.
ـ حين نتذكر الراحلين ممن نعرف وعايشنا وصادقنا، نحاول جاهدين رؤيتهم بطهر ملائكي يفوق قدرتهم البشريّة حين كانوا أحياءً!، للمسألة علاقة بهيبة الموت، فالغياب مُطهِّر عظيم!،..
ـ لكن هناك شيء آخر مهم، نحاول إخفائه حتى وبالذات عن أنفسنا، شيء يشبه محاولة التكفير عن هفوات وأخطاء وغلطات صغيرة أو كبيرة أو بين بين، نحس دائمًا أننا ارتكبناها!. ويكون لهذا الإحساس هيمنة الحتميّة، إذ لا بدّ لنا وأن قصّرنا بفعل أو أطلنا لسان!. يبحث الحيّ فينا عن إحساس بأنه غير مذنب تجاه المتوفي!. وبما أنه يبحث فقد أذنب!.
ـ وبما أنه ما من أحدٍ مُخلَّد، فإنه ما مِنْ أحدٍ لم نخطئ في حقّه، ولم يُخطئ في حقّنا!.
ـ يكتب الكاتب: "لستُ مسؤولًا عن سوء فهمك". هذه جملة يكتبها الكاتب الجيّد والكاتب الرّديء بنفس الصياغة تقريبًا وبالحماس المُسْتَفَزّ نفسه!. مكمن الفرق أنّ الكاتب الجيّد أقلّ ثقةً بتمام صوابها!. صوت ما في قرارة حِبْرِه يتساءل: وكيف كان يمكن لي أنّ أخط حرفًا، وهل لكلماتي أيّ معنى، لولا يقيني بوجود سوء فهم، وإحساسي بضرورة تصحيحه؟!.
ـ مع من تحب وتريد الحفاظ على مودّتهم: في الحوارات والنقاشات والتفاهمات وإبداء وجهات النظر، حاول أن تنجح لكن لا تحاول أن تنتصر!.
ـ للحظة الانتصار دويّ مُخاتل!، ولسوف ينتهي هذا الدّويّ بعد يوم أو يومين. احذر وانتبه: طالما وصلت لنقطة الانتصار، فقد أوصلت الآخر لنقطة الهزيمة!. بعد يومين أو سنة قد ينسى هذا الآخَر معركة النقاش هذه ولماذا كان النِّزال أصلًا، لكنه سيظل يتذكّر مهانة الهزيمة!، ودون أنْ يقصد، سيحمل ضغينة ما!، ربما هو نفسه لا يعرف ولا يتذكّر سببها!.
ـ حين نتذكر الراحلين ممن نعرف وعايشنا وصادقنا، نحاول جاهدين رؤيتهم بطهر ملائكي يفوق قدرتهم البشريّة حين كانوا أحياءً!، للمسألة علاقة بهيبة الموت، فالغياب مُطهِّر عظيم!،..
ـ لكن هناك شيء آخر مهم، نحاول إخفائه حتى وبالذات عن أنفسنا، شيء يشبه محاولة التكفير عن هفوات وأخطاء وغلطات صغيرة أو كبيرة أو بين بين، نحس دائمًا أننا ارتكبناها!. ويكون لهذا الإحساس هيمنة الحتميّة، إذ لا بدّ لنا وأن قصّرنا بفعل أو أطلنا لسان!. يبحث الحيّ فينا عن إحساس بأنه غير مذنب تجاه المتوفي!. وبما أنه يبحث فقد أذنب!.
ـ وبما أنه ما من أحدٍ مُخلَّد، فإنه ما مِنْ أحدٍ لم نخطئ في حقّه، ولم يُخطئ في حقّنا!.